و قلت في نفسي بعد ما فصل الكتاب: الاحتلام شيطنة و قد أعاذ اللّه تبارك و تعالى أولياءه من ذلك، فورد الجواب، حال الأئمّة في المنام حالهم في اليقظة لا يغيّر النوم منهم شيئا و قد أعاذ اللّه أولياءه من لمّة الشيطان كما حدّثتك نفسك.
[الحديث الثالث عشر]
13 إسحاق قال: حدّثني الحسن بن ظريف قال: اختلج في صدري مسألتان أردت الكتاب فيهما إلى أبي محمّد (عليه السلام) فكتبت أسأله عن القائم (عليه السلام) إذا قام بما يقضي و أين مجلسه الذي يقضي فيه بين النّاس و أردت أن أسأله عن شيء لحمّى الرّبع فأغفلت خبر الحمّى فجاء الجواب سألت عن القائم فاذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود (عليه السلام) لا يسأل البيّنة، و كنت أردت أن تسأل لحمّى الرّبع فانسيت، فاكتب في ورقة و علّقه على المحموم فانّه يبرأ باذن اللّه إن شاء اللّه «يٰا نٰارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلٰاماً عَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ»فعلّقنا عليه ما ذكر أبو محمّد (عليه السلام) فأفاق.
[الحديث الرابع عشر]
14 إسحاق قال: حدّثني إسماعيل بن محمّد بن عليّ بن إسماعيل بن عليّ بن عبد اللّه بن عباس بن عبد المطّلب قال: قعدت لأبي محمد (عليه السلام) على ظهر الطريق فلمّا مرّ بي شكوت إليه الحاجة و حلفت له أنّه ليس عندي درهم فما فوقها و لا غداء و لا عشاء قال: فقال: تحلف باللّه كاذبا و قد دفنت مائتي دينار، و ليس قولي هذا دفعا
الشيطان لقصد ايذائه و رجسه.
قوله: بعد ما فصل الكتاب)
(1) أى بعد ما خرج من يدى و سرح إليه (ع).
قوله: من لمة الشيطان)
(2) اللمة المس و الهمة و الخطرة تقع فى نفس الرجل من قرب الملك او الشيطان منه فما كان من خطرات الخير فهو من الملك و ما كان من خطرات الشر فهو من الشيطان و وسوسته.
قوله: بما يقضى و أين مجلسه)
(3) سأل عن كيفية القضاء هل هو بظاهر الشريعة أم بباطنها و عن مجلس القضاء هل هو بلد معين مثل مكة او المدينة او غيرهما فأجاب (ع) عن الاول بأنه يقضى بعلمه المطابق للواقع لا بالبينة و الشهود فان اقصى ما يفيده البينة هو الظن: و هو (ع) لا يحكم بالظن و لم يجب عن الثانى اذ لا مهم للسائل عن معرفته، و للتنبيه على ان محل الحكم غير متعين لانه (ع) يدور فى البلاد كما دل عليه ظاهر بعض الروايات، و حمل «قوله اين مجلسه» على كيفية جلوسه للقضاء ليرجع الى الاول بعيد جدا. و حمى الربع هى ان تأخذ يوما و تترك يومين فتكون الدورة الثانية فى اليوم