responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 312

كان عليه و جلس إلى جنبه مقبلا عليه بوجهه و جعل يكلّمه و يفديه بنفسه، و أنا متعجّب ممّا أرى منه إذ دخل [عليه] الحاجب فقال: الموفّق و قد جاء و كان الموفّق إذا دخل على أبي تقدّم حجّابه و خاصة قوّاده، فقاموا بين مجلس أبي و بين باب الدّار سماطين إلى أن يدخل و يخرج فلم يزل أبي مقبلا على أبي محمّد يحدّثه حتّى نظر إلى غلمان الخاصّة فقال حينئذ إذا شئت جعلني اللّه فداك، ثمّ قال لحجّابه:

خذوا به خلف السماطين حتّى لا يراه هذا- يعنى الموفّق- فقام و قام أبي و عانقه و مضى. فقلت لحجّاب أبي و غلمانه: ويلكم من هذا الذي كنّيتموه على أبي و فعل به أبي هذا الفعل، فقالوا: هذا علويّ يقال له الحسن بن عليّ يعرف بابن الرّضا فازددت تعجّبا و لم أزل يومي ذلك قلقا متفكّرا في أمره و أمر أبي و ما رأيت فيه حتّى كان اللّيل و كانت عادته أن يصلّي العتمة ثمّ يجلس فينظر فيما يحتاج إليه من المؤامرات و ما يرفعه إلى السلطان، فلمّا صلّى و جلس، جئت فجلست بين يديه و ليس عنده أحد فقال لي: يا أحمد لك حاجة؟ قلت: نعم يا أبه فان أذنت لي سألتك عنها؟ فقال: قد أذنت لك يا بنيّ فقل ما أحببت، قلت: يا أبه من الرّجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الاجلال و الكرامة و التبجيل و فديته بنفسك و أبويك؟ فقال: يا بنيّ ذاك إمام الرّافضة، ذاك الحسن بن عليّ المعروف بابن الرّضا، فسكتّ ساعة، ثمّ قال: يا بنيّ لو زالت الامامة عن خلفاء بني العبّاس ما


<قوله>: و يفديه بنفسه)

(1) فداه بنفسه و فداه اذا قال له جعلت فداك و المراد بالفداء التعظيم و الاكبار لان الانسان لا يفدى الا من يعظمه فيبذل نفسه له.

قوله: فقال الموفق قد جاء)

(2) هو موفق بن المتوكل اخو المعتمد بن المتوكل و كان أمير عساكره [1] و انتقلت الخلافة بعد المعتمد الى ابن الموفق أحمد الملقب بالمعتضد.

قوله: خلف السماطين)

(3) السماط الصف من الناس.

قوله: فازددت تعجبا)

(4) لعل ازدياد التعجب بسبب انه لم يسمع في الجواب من فضله ما يوجب استحقاقه لهذا التكريم و التعظيم مع أنه لم يقع مثل هذا لاحد من العلويين أبدا.


[1] قوله «كان أمير عساكره» بل كان الامر بيده و لم يكن للمعتمد أخيه و هو الخليفة أمر أصلا و كان المعتمد مشغولا باللهو و اللذات و قيل احتاج يوما الى ثلاثمائة دينار فلم يجدها لتضييق الموفق عليه و مات للافراط في الشرب (ش).

اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 312
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست