responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 306

تعالى و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته؛ و كتب إبراهيم بن العبّاس و صلّى اللّه على محمّد و آله و سلّم.

[الحديث الثامن]

8 الحسين بن الحسن الحسني قال: حدّثني أبو الطيّب المثنّى يعقوب بن ياسر [1] قال: كان المتوكّل يقول: ويحكم قد أعياني أمر ابن الرّضا، أبى أن يشرب معي أو يناد مني أو أجد منه فرصة في هذا، فقالوا له: فان لم تجد منه فهذا أخوه موسى قصّاف عزّاف يأكل و يشرب و يتعشّق، قال: ابعثوا إليه فجيئوا به حتّى نموّه


يؤثرك و يتفضل عليك على ما لا يؤثر و لا يتفضل على غيرك من اخوته و أولاده و أهل بيته و أصحابه و صاحب سره.

قوله: قصاف عزاف)

(1) القصف اللهو و اللعب و هو أعم من العزف، و هو اللهو بالمعازف و هى الدفوف و العود و الطنبور و غيرهما مما يضرب، و قيل ان كل لعب عزف و على هذا لا يبقى الفرق بينهما الا أن يراد بالقصف الكسر للعرض و نحوه.


[1] قوله «يعقوب بن ياسر» كانه من عمال الحكومة نقل عنه الكلينى (قدس سره) لان قوله حجة فى أمثال هذه الوقائع بالنسبة الى تنزيه الامام (ع) و ان لم تكن حجة بالنسبة الى تنقيص موسى المبرقع و اما المتوكل فكان خليعا سكيرا، أكثر المؤرخون من ذكر لهوه و خلاعته و فساده و ذكر بعضهم انه قتل و هو سكران لا يستطيع ان يقوم من سكره فوضعوا فيه السيف فقطعوه و الخمر تدب فى عروقه، و يثنى عليه النواصب بانه محى البدع و أقام السنة و قال بعضهم انه تالى عمر بن عبد العزيز فى اقامة الدين، قال المسعودى فى مروج الذهب: لما أفضت الخلافة الى المتوكل أمر بترك النظر و المباحثة فى الجدل و الترك لما عليه الناس فى أيام المعتصم و الواثق و المأمون، و أمر الناس بالتسليم و التقليد و امر شيوخ المحدثين بالتحديث و اظهار السنة و الجماعة. انتهى.

و قال اليعقوبى و نهى المتوكل عن الكلام فى القرآن و اطلق من كان فى السجون من أهل البلدان و من أخذ فى خلافة الواثق فخلاهم جميعا و كساهم جميعا و كتب الى الآفاق كتبا ينهى عن المناظرة و الجدل و امسك الناس انتهى، أقول و أكثر المجددين من علماء مصر و غيرها من البلاد اعترفوا بان أعظم جناية وقعت على الاسلام منع الناس عن النظر و الاجتهاد و الجمود على ما أثر من السلف، و كان أعظم مسئلة فى تلك الازمان مسئلة القرآن، و أنه حادث أو قديم، و بعده التكلم فى الصفات، و كان رأى العوام و رؤسائهم فيها خرافيا صرفا يلتزمون بامور غير معقولة مثل أن هذا المصحف المكتوب بأيدى الكتاب المدون بين الدفتين الّذي صنعه الوراقون قديم بقدم اللّه تعالى و ان القول بحدوثه تنقيص له و بعض من تدبر منهم و رآه دليلا على سفاهة قائله ذهب الى أن كلامه تعالى الّذي صدر منه قديم لا هذا المكتوب المدون و هو أيضا غير معقول لان الكلام حروف مرتبة يتبع بعضها بعضا و لا يتعقل كونها قديمة لانه يوجب عدم الترتب فى الحروف و لذلك التزم العقلاء بكون القرآن مخلوقا بأى معنى فرض و هو غير العلم و ان هذا لا يوجب توهينا له، و تنقيصا كما أن النبي (ص) و هو أفضل من القرآن مخلوق و لا يوجب نسبة ذلك إليه توهينا و كان المأمون و بعده المعتصم و الواثق قائلين بخلق القرآن دفعوا الحجر عن القول به و ربما امتحنوا المشاغبين و الغوغاء من العامة و نهوا القضاة عن قبول الشهادة الا من أهل التوحيد و العدل، قال المسعودى فى سنة 219 ضرب المعتصم أحمد بن حنبل ثمانية و ثلاثين سوطا ليقول بخلق القرآن و زاد اليعقوبى احتجاج إسحاق بن ابراهيم عليه الى ان قال أحمد فانى أقول بقول أمير- المؤمنين، قال فى خلق القرآن؟ قال فى خلق القرآن، قال فاشهد عليه و خلع عليه و اطلقه الى منزله انتهى. أقول فاستعمل أحمد التقية أو قال بخلق القرآن خلافا لما عليه الجماعة.

و قال اليعقوبى أيضا صار المأمون الى دمشق سنة 218 و امتحن الناس فى العدل و التوحيد على ما سبق و قال و امتحن الواثق الناس فى خلق القرآن فكتب الى القضاة ان يفعلوا ذلك فى سائر البلدان و أن لا يجيزوا إلا شهادة من قال بالتوحيد فحبس بهذا السبب عالما كثيرا انتهى فتبين من ذلك أن مرادهم من وصف المتوكل بمحو البدعة و اقامة السنة ليس ما يتبادر الى الذهن من ظاهره بل منعه من البحث و النظر و ابقاء خطاء من أخطا من السلف على هو عليه و ان خالف السنة و الكتاب أيضا فاختاروا لفظا حسنا لمعنى قبيح و قال يحيى بن اكثم على ما فى تاريخ بغداد القرآن كلام اللّه فمن قال مخلوق يستتاب فان تاب و الا ضربت عنقه انتهى. و هذا منتهى عقلهم و علمهم و لم نر بعد البحث الشديد حديثا عن رسول اللّه (ص) امر بقتل من قال بخلق القرآن فكيف يكون القائل به سنيا و لكنهم بنوا السنية على اربع اصول الاول انكار الحسن و القبح، و الثانى الجبر، الثالث عدم خلق القرآن، الرابع رؤية اللّه تعالى مع عدم كونه جسما و متحيزا و السنى عندنا من التزم باتباع سنة رسول اللّه (ص) و اما الاصول الاربعة فيخالف السنة و الكتاب و العقل و لا ينبغى الا لمثل المتوكل ان يكون مؤسسا لها و يتنزه رسول اللّه (ص) و كل نبى بل كل عاقل ان تكون تلك الخرافات سنة له يجبر الناس على قبولها فان ابى ضربت عنقه و لم يكن بناء ابى بكر و عمر أيضا على ذلك على ما يستفاد من سيرتهما و اللّه العالم. (ش)

اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 306
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست