responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 26

..........


عليهم و الاحسان إليهم و الشفقة بهم أكثر من أن تحصى.

قوله: و وقر عالمهم)

(1) فى بعض النسخ «عاملهم» و فى بعضها «عاقلهم بالقاف» و قد دلت الآيات المتكثرة و الروايات المتظافرة على توقير العالم [1] و العاقل و تعظيمهم و هم المقصودون من ايجاد الانسان.

قوله: (و لم يضر بهم فيذلهم)

(2) للاضرار افراد متفاوتة [2] فى الشدة و الضعف منها ترك الاجلال و الترحم و التوقير المذكورة و منها ايصال السوء و المكروه


[1] قوله «على توقير العالم» كان ذلك صعبا على الولاة الظلمة بعد رسول اللّه (ص) لان العلماء كانوا يمنعونهم من تفريط الاموال و صرفها عن مصارفها الى اللهو و المناهى و لكن فى توقير العلماء اقامة امر اللّه تعالى و تعظيم أحكامه و تقوية قلوب أهل التقوى و جرأتهم على النهى عن المنكر و فى حدتهم فلو لحد استبداد الظلمة و توقيرهم يدل على عدل الوالى و عدم سوء نيته. (ش)

[2] قوله «للاضرار افراد متفاوتة» و الاصح فى تفسير الاضرار ايجاد الضرورة و المعنى انه لا يجوز للوالى ايجاد الضرورة و الالجاء على الرعية حتى يلتزموا بالطاعة بان يقبض على ضروريات معاشهم كالخبز و الماء و الملح و المساكن حتى لا يتكنوا من الاعتراض و المخالفة و لا يطالبوا من الولاة حقوقهم ان بخسوا و ما طلوا و الاطاعة من الخوف مذلة و المذلة مانعة من الرقا فى كل شيء و ذلك لان الرعية اذ رأوا انفسهم عاجزين عن كل فعل و عمل و محتاجين الى أعاظمهم فى حاجاتهم الضرورية كانوا كاسراء أذلاء و على خلاف مقتضى الفطرة الانسانية المختارة مجبورة محبوسة آيسة من الحياة و هذه الصفات تمنعهم من النشاط فى كل شيء و يقسرهم على خلاف مقتضى طبائعهم كالجمادات آلات بيد الولاة و لا يحصل لهم حظ فى العلوم و الصناعات و غير ذلك بخلاف ما اذا وجد كل واحد منهم نفسه مالكا قادرا يفعل ما يريد من غير أن يمنعه مانع فينشط للعمل و الفكر و الاختراع و لا يتصور نفسه ذليلا، أما خوف الملوك من ترك الطاعة اذا استغنى الرعية فلا يوجب ارتكاب الافسد و ما حكى عن بعض الخلفاء «أجع كلبك يتبعك» كلام لا يطابق اصول الاسلام و لا فعل أمير المؤمنين (ع) بل يجب أن يكون الاطاعة بالرضا و الاختيار لا بالاضرار و الالجاء و أى سبب موجب للاطاعة أقوى من العدل و ترك الطمع و ترويج أحكام اللّه تعالى و قد امر بحضور الوالى نفسه فى المساجد و اقامة الجماعة و منع من المقاصير فى محراب المساجد ليكون الولاة مجدين فى حفظ رضا الرعية و قد حكى أن ولاة بلاد النصارى يحضرون بانفسهم فى المجامع من غير خوف و تحرز مع اطاعة رعاياهم اياهم بالرضا و الاختيار (ش).

اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست