responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 23

و لا تغشّوا هداتكم و لا تجهّلوا أئمّتكم و لا تصدّعوا عن حبلكم فتفشلوا و تذهب ريحكم، و على هذا فليكن تأسيس أموركم و الزموا هذه الطريقة، فانّكم لو عاينتم ما عاين من قد مات منكم ممّن خالف ما قد تدعون إليه لبدرتم و خرجتم و لسمعتم و لكن محجوب عنكم ما قد عاينوا و قريبا ما يطرح الحجاب.


<قوله>: و لا تغشوا هداتكم)

(1) الغش بالكسر خلاف النصح غشه يغشه من باب نصر غشا بالكسر اذا لم ينصحه و أظهر عليه شيئا و أراد غيره و من الغش أن يريد بهم سوءا و مكروها و أن لا يأتمر بأوامرهم و لا ينتهى بنواهيهم و لا يذب عنهم و لا يتساوى نسبته إليهم فى السراء و الضراء

قوله: و لا تجهلوا ائمتكم)

(2) [1] أى لا تنسبوا الجهل بأمر من الامور مطلقا لا مركبا و لا بسيطا إليهم فانهم حكماء ربانيون و علماء الهيون، خلقوا لبيان الحق و هداية الخلق إليه سبحانه فلا يجوز لهم الجهل بشيء و الا لفات الغرض.

قوله: و لا تصدعوا عن حبلكم فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ)

(3) الصدع الشق و منه تصدع الناس اذا تفرقوا و الحبل النور و منه كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الارض أى نور ممدود يعنى نور هداه، و العرب شبه النور الممدود بالحبل و الخيط و الحبل أيضا العهد و الميثاق و الوسيلة و السبب و النصرة و القوة، و الفشل الفزع و الجبن و الضعف، و الريح معروف و قد يكون بمعنى الغلبة و القوة و تستعمل أيضا فى الدولة مجازا «و تفشلوا» و ما عطف عليه مجزومان على أنهما جواب النهى يعنى لا تتفرقوا عن النور الّذي هو الامام أو عن السبب الّذي جعله اللّه وسيلة للتقرب منه و الوصول إليه و هو التمسك بذيله أو عن عهده و ميثاقه أو عن نصرته و قوته فانكم ان تتفرقوا عنه تفزعوا باستيلاء الاعداء و تضعفوا عن مقاومتهم و تذهب غلبتكم عليهم و قوتكم فى دفع صولتهم أو تذهب دولتكم باستعارة الريح لها من حيث أنها فى تمشى أمرها و نفاذه مشبهة بالريح فى هبوبه و نفوذه أو تذهب ريحكم الطيب و هو نور الايمان، و يحتمل أن يراد بالريح المعنى المعروف فان النصرة لا يكون الا بريح يبعثه اللّه و فى الحديث «نصرت بالصبا و أهلك عادا بالدبور» و بالجملة التفرق عن الحبل المذكور و عدم التمسك به موجب لغلبة الاشرار و مذلة الابرار.


[1] قوله «و لا تجهلوا أئمتكم» ظاهر الحديث يدل على أن كلامه (ع) كان بعد وقعة الصفين و اختلاف الكلمة فى أصحابه و انحراف ضعفاء الايمان و مقصوده من أئمتكم نفسه الشريفة و اطلاق الجمع و إرادة الفرد غير عزيز و هو بمنزلة الكلى المنحصر فى الفرد كالشمس و القمر و يمكن أن يكون المراد أئمة الحق من ذريته و ان لم يتولوا أمر المسلمين فى الحكومة و السياسة و أمور العامة أو ما يعم ذلك بفرض ثبوت الولاية الظاهرية و على كل حال فلا يعم كلامه (ع) أئمة الجور قطعا لان الانسان اذ رأى

الجهل فى أحد كيف يمكن أن يؤمر بأن لا يجهله. (ش)

اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست