4- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن البرقي، عن أحمد بن زيد النيسابوري قال: حدّثني عمر بن إبراهيم الهاشمي، عن عبد الملك بن عمر، عن اسيد بن صفوان صاحب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) قال: لمّا كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) ارتجّ الموضع بالبكاء و دهش الناس كيوم قبض النبيّ (صلى اللّه عليه و آله) و جاء رجل باكيا و هو مسرع مسترجع و هو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوّة حتّى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: رحمك اللّه يا أبا الحسن كنت أوّل القوم إسلاما و أخلصهم إيمانا و أشدّهم يقينا و أخوفهم للّه و أعظمهم عناء
تلدين بعد ثلاثين سنة كما فى خبر آخر بوصيه و وزيره و متكفل اموره و متحمل شريعته و هذا دل على كمال أبى طالب و علمه بالغيب لانه أخبر بما يقع و قد وقع كما أخبر.
قوله: ارتج الموضع بالبكاء)
(1) الارتجاج الاضطراب و الحركة.
قوله: و جاء رجل)
(2) يفهم من كلام الصدوق فى كتاب كمال الدين و تمام النعمة أن ذلك الرجل هو الخضر (ع). «مسترجع» سمع أمير المؤمنين (ع) رجلا يقول انا للّه و انا إليه راجعون فقال ان قولنا «إِنّٰا لِلّٰهِ» اقرار على أنفسنا بالملك «وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ» اقرار على أنفسنا بالهلك أقول فيه اعتراف بأنه مبدأ كل شيء و مرجعه و هو احرى كلمة يقال فى مقام التسليم و الرضا بقضاء اللّه و حمل النفس على النوائب و صبرها على المصائب.
قوله: انقطعت خلافة النبوة)
(3) أى خلافتها الظاهرة و هو كما قال لان تلك الخلافة بعده (ع) وقعت فى أيدى ائمة الجور و بطلت السنة و عطلت الشريعة.
قوله: كنت اوّل القوم اسلاما)
(4) هذا مما اتفقت الامة عليه و لا عبرة بمخالفة شاذ من النواصب. قال الابى فى كتاب اكمال الاكمال و هو من أعاظم علمائهم: و اتفق الجمهور على أن عليا رضى اللّه عنه أول من أسلم لحديث: «أولكم واردا على الحوض أولكم اسلاما على ابن أبى طالب (ع) و عن على رضى اللّه عنه قال «عبدت اللّه تعالى قبل أن يعبده أحد من هذه الامة بخمس سنين» و عنه «ما كان يصلى مع رسول اللّه (ص) غيرى و غير خديجة».
قوله: و أخلصهم ايمانا)
(5) الايمان الخالص بوصف الزيادة هو الّذي لا يطلب به غير وجه اللّه تعالى أو الّذي بلغ غاية الكمال و لا يبلغها الا بالتخلى عن جميع الرذائل و التحلى بجميع الفضائل و تهذيب الظاهر عن الافعال القبيحة و تزيينها بالاعمال الحسنة و ليس المتصف به غير على بن أبى طالب (ع) اتفاقا.
قوله: و أشدهم يقينا)
(6) و هو نوع من الادراك مطابق للواقع غير محتمل للنقيض و