35- محمّد بن الحسين، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن النعمان، عن أبي مريم الأنصاري، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: كيف كانت الصّلاة على النبيّ (صلى اللّه عليه و آله) قال: لمّا غسّله أمير المؤمنين (عليه السلام) و كفّنه سجّاه ثمّ أدخل عليه عشرة فداروا حوله ثمّ وقف أمير المؤمنين (عليه السلام) في وسطهم فقال: «إِنَّ اللّٰهَ وَ مَلٰائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً»فيقول القوم كما يقول حتّى صلّى عليه أهل المدينة و أهل العوالي.
قوله: وَ حَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِيقاً)
(1) فيه معنى التعجب لزيادة الترغيب فى الطاعة قال القاضى و «رفيقا» نصب على التميز أو الحال و لم يجمع لانه يقال للواحد و الجمع كالصديق أو لأنه اريد و حسن كل واحد رفيقا.
قوله: ذٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّٰهِ)
(2) ذلك مبتدأ و اشارة الى ما للمطيعين من الاجر و مزيد الهداية و مرافقة هؤلاء الاخيار، أو الى فضل هؤلاء الاخيار و علو منزلتهم، و الفضل صفة «ذلك» و «من اللّه» خبره أو الفضل خبره و «من اللّه» حال و العامل فيه معنى الاشارة كذا فى تفسير القاضى.
قوله: وَ كَفىٰ بِاللّٰهِ عَلِيماً)
(3) فيعلم المطيع و يجزيه على قدر استحقاقه بل زائدا عليه تفضلا و فيه أيضا ترغيب فى الطاعة لان المطيع اذا علم أن المطاع عالم بفعله و اطاعته ازداد سعيه الى الانقياد و شوقه الى الطاعة.
قوله: لما غسله أمير المؤمنين (ع))
(4) قال أمير المؤمنين (ع) «و لقد وليت غسله (ص) و الملائكة أعوانى فضجت الدار و الافنية، ملاء يهبط و ملاء يعرج. و ما فارقت سمعى هنيمة (أى صوت خفى) منهم، يصلون عليه حتى واريناه فى ضريحه، فمن ذا أحق به منى حيا و ميتا» كذا فى نهج البلاغة.
قوله: فداروا حوله)
(5) الظاهر أن ضمير حوله راجع الى النبي (ص) و رجوعه الى على (ع) بعيد ثم الظاهر أن صلاتهم كانت مجرد قراءة هذه الآية من غير تكبير و لا دعاء الا أن يقال ان قراءتها كانت قبل الصلاة و اللّه أعلم.
قوله: و أهل العوالى)
(6) فى النهاية العوالى أماكن بأعلى أرضى المدينة و النسب إليها علوى غير قياس و أدناها من المدينة على أربعة أميال و أبعدها من جهة النجد ثمانية و فى المغرب العوالى موضع على نصف فرسخ من المدينة و فى كتاب إكمال الاكمال عوالى المدينة القرى التى عند المدينة.