أبي بصير عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: لمّا ولد النبيّ (صلى اللّه عليه و آله) مكث أيّاما ليس له لبن، فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه، فأنزل اللّه فيه لبنا فرضع منه أيّاما حتّى وقع أبو- طالب على حليمة السعديّة فدفعه إليها.
[الحديث الثامن و العشرون]
28- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إنّ مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف، أسرّوا الايمان و أظهروا الشرك فآتاهم اللّه أجرهم مرّتين.
[الحديث التاسع و العشرون]
29- الحسين بن محمّد و محمّد بن يحيى، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمّد الازدي، عن إسحاق بن جعفر، عن أبيه (عليه السلام) قال: قيل له: إنّهم يزعمون أنّ أبا طالب كان كافرا؟ فقال: كذبوا كيف يكون كافرا و هو يقول:
الواقع لتحقق وقوعه.
قوله: مكث أياما ليس له لبن)
(1) اذا لم يكن لامه لبن و من طرق العامة قال (ع) «كنت عجيا» قال الزمخشرى فى الفائق العجى هو الّذي لا لبن لامه أو ماتت أمه و كذلك كان (ع) يعلل بلبن غيرها.
قوله: على حليمة السعدية)
(2) هى حليمة بنت أبى ذويب من قبيلة بنى سعد بن بكر ابن هوازن.
قوله: ان مثل أبى طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الايمان و أظهروا الشرك فآتاهم اللّه أجرهم مرتين)
(3) مرة لايمانهم و مرة لتقيتهم، و اعلم أن الايمان كما سيجيء هو التصديق القلبى وحده و الاقرار باللسان شرط لقبوله أو دليل على تحققه و ثبوته، و منهم من جعل الايمان مركبا من المجموع و على التقديرين يسقط الاقرار عند التعذر بالنطق كما فى حال التقية و نحوها و ترك أبى طالب للاقرار انما هو للتقية فلا نقصان فى ايمانه على أن تركه مطلقا غير ثابت بل الظاهر أنه تركه عند الناس لا عند النبي (ص) وحده و مما ذكرنا ظهر اندفاع ما ذهب إليه بعض العامة من أنه قد ثبت فى السير أن أبا طالب كان مصدقا بقلبه وحده و التصديق القلبى مع القول بأنه هو الايمان وحده لا ينفع لان الاقرار شرط لقبوله على أن الاقرار لا يجوز تركه مع القدرة اتفاقا و أما انه شرط لقبول الايمان فهو محل كلام.
قوله: أ لم تعلموا انا)
(4) الخطاب للمنكرين و المقرين جميعا للدعوة و التثبيت أو للمنكرين فقط و الاستفهام على حقيقته أو للتقرير و التوبيخ و التشبيه بموسى فى أصل النبوة و العزم و كونه صاحب شريعة و شوكة و لا ينافى ذلك فضله عليه و المراد بكونه مخطوطا فى أول الكتب كون اسمه و نعته مذكورا فى الكتب المتقدمة و فيه دلالة على أن كل من أنكره أنكره حسدا و عنادا كما يشعر به قوله تعالى الَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ الْكِتٰابَ يَعْرِفُونَهُ كَمٰا يَعْرِفُونَ أَبْنٰاءَهُمْ*.