30- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: بينا النبيّ (صلى اللّه عليه و آله) في المسجد الحرام و عليه ثياب له جدد فألقى المشركون عليه سلا ناقة فملئوا ثيابه بها، فدخله من ذلك ما شاء اللّه فذهب إلى أبي طالب فقال له: يا عمّ كيف ترى حسبي فيكم؟ فقال له: و ما ذاك يا ابن أخي؟ فأخبره الخبر، فدعا أبو طالب حمزة و أخذ السيف و قال لحمزة: خذ السلا، ثمّ توجّه إلى
قوله: (
لقد علموا أن ابننا لا مكذب * * * لدينا و لا يعبأ بقيل الا باطل
) (1) هذا البيت و تاليه فى قصيدة مشهورة لابى طالب رضى اللّه عنه عند العامة و الخاصة و أكثر أبياتها مذكورة فى الطرائف، و العبء المبالاة بالشيء و الاعتناء و انما قال «ابننا» و لم يقل «محمدا» للافتخار به يعنى قد علموا و اللّه أن ابننا محمدا غير مكذب لدنيا لطلوع أنوار الصدق من مطلع لسانه و ظهور ضياء الحق من أفق بيانه، و علموا أيضا أنه لا يبالى بقول أهل الباطل الذين ينكرون نبوته و يدعون مع اللّه إلها آخر و لا يعده بشيء اذ لا قدر للباطل و لا أهله عنده.
(2) البياض أحسن الالوان و لذلك يوصف به كل محسن و يجعل كناية عن الافعال الحسنة.
و الغمام السحاب، و الثمال بالكسر الغياث يقال فلان ثمال قومه أى غياث لهم و قائم بأمرهم، و العصمة المنعة و العاصم المانع الحامى كذا فسره ابن الاثير فى النهاية، ثم قال و منه شعر أبى طالب «ثمال اليتامى عصمة للارامل» أى يمنعهم من الحاجة و الضياع، و الارامل جمع الارملة و هى المرأة التى مات زوجها و هى فقيرة محتاجة، و المراد به أنه (ص) أبيض الوجه و جواد يطلب السحاب ماء بماء وجهه و البواقى ظاهرة.
قوله: و عليه ثياب له جدد)
(3) الجدد بضم الجيم و فتح الدال جمع الجدة و هى الخطة و الطريقة قال اللّه تعالى «وَ مِنَ الْجِبٰالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَ حُمْرٌ» أى طرائق تخالف لون الجبل و كساء مجدد فيه خطوط مختلفة و المقصود أن ثيابه كانت وشاء خلط فيها لون بلون.
قوله: سلا ناقة)
(4) السلام مقصورا الجلدة الرقيقة التى فيها الولد من المواشى.