25- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن حمران، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد اللّه (عليه السلام): لمّا أن وجّه صاحب الحبشة بالخيل و معهم الفيل ليهدم البيت، مرّوا بإبل لعبد المطّلب فساقوها فبلغ ذلك عبد- المطّلب فأتى صاحب الحبشة فدخل الآذن، فقال: هذا عبد المطّلب بن هاشم قال:
و ما يشاء؟ قال الترجمان: جاء في إبل له ساقوها يسألك ردّها فقال: ملك الحبشة لأصحابه: هذا رئيس قوم و زعيمهم، جئت إلى بيته الّذي يعبده لأهدمه و هو يسألني إطلاق إبله، أما لو سألني الامساك عن هدمه لفعلت، ردّوا عليه إبله، فقال عبد- المطّلب لترجمانه: ما قال لك الملك؟ فأخبره فقال عبد المطّلب: أنا ربّ الابل و لهذا البيت ربّ يمنعه، فردّت إليه إبله و انصرف عبد المطّلب نحو منزله، فمرّ بالفيل في منصرفه؛ فقال للفيل: يا محمود فحرّك الفيل رأسه، فقال له: أ تدري لم جاءوا بك؟ فقال الفيل برأسه: لا، فقال عبد المطّلب: جاءوا بك لتهدم بيت ربّك أ فتراك فاعل ذلك؟ فقال برأسه: لا، فانصرف عبد المطّلب إلى منزله فلمّا أصبحوا غدوا به لدخول الحرم فأبى و امتنع عليهم، فقال عبد المطّلب لبعض مواليه عند ذلك: اعل الجبل فانظر ترى شيئا؟ فقال: أرى سوادا من قبل البحر، فقال له: يصيبه بصرك أجمع؟ فقال له: لا و لأوشك أن يصيب، فلمّا أن قرب، قال: هو
<قوله>: لما أن وجه صاحب الحبشة)
(1) وجه ملك الحبشة أبرهة بن الصباح ملك اليمن و كان تابعا لملك الحبشة ليهدم الكعبة بالخيل و الافيال و كان فيها فيل عظيم جسيم أبيض اسمه محمود سموه به لان الفتح و الظفر كان لعسكر هو فيه و سبب ذلك أن أبرهة بنى فى الصنعاء كنيسة فى غاية الرفعة و نهاية الزينة و أمر الخلق بزيارتها و قصد هدم الكعبة و تحزيبها لترويج كنيسته فأرسل الى ملك الحبشة و أظهر قصده و طلب منه الامداد بالخيل و الافيال فأجابه فسار مع العساكر و الافيال الى الحجاز و نهب الاموال و ساق المواشى و من جملة ما ساق ابل عبد المطلب و كانت مائتين على ما نقله أرباب السير و أرسل الى قريش و أخبرهم بأنه ما جاء ليحاربوهم و يقتلوهم و انما جاء لهدم الكعبة فقط.
قوله: قال الترجمان)
(2) هو من يفسر كلام أحد بلسان آخر.
قوله: و زعيمهم)
(3) زعيم القوم كفيلهم و سيدهم.
قوله: فلما أصبحوا غدوا به)
(4) أى بمحمود و قدموه على سائر الافيال فى المقدمة و