23- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن الاصمّ، عن الهيثم بن واقد، عن مقرن، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إنّ عبد المطّلب أوّل من قال بالبداء؛ يبعث يوم القيامة أمّة وحده عليه بهاء الملوك و سيماء الأنبياء.
[الحديث الرابع و العشرون]
24- بعض أصحابنا، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن عبد الرّحمن بن الحجّاج [و] عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: يبعث عبد المطّلب أمّة وحده، عليه بهاء الملوك و سيماء الأنبياء و ذلك أنّه أوّل من قال بالبداء، قال: و كان عبد المطّلب أرسل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) إلى رعاته في إبل قد ندّت له، فجمعها فأبطأ عليه فأخذ بحلقة باب الكعبة و جعل يقول: «يا ربّ أ تهلك آلك ان تفعل فأمر ما بدا لك» فجاء رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) بالابل و قد وجّه عبد المطّلب في كلّ طريق و في كلّ شعب في طلبه و جعل يصيح:
«يا ربّ أ تهلك آلك ان تفعل فأمر ما بدا لك» و لمّا رأى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) أخذه فقبّله و قال: يا بنيّ لا وجّهتك بعد هذا في شيء فإنّي أخاف أن تغتال فتقتل.
<قوله>: قال ان عبد المطلب أول من قال بالبداء)
(1) أى أول من قال بهذا اللفظ أو أول من قال من أولاد اسماعيل، أو أول من قال من غير الأنبياء و الأوصياء، فلا ينافى ما مر عن أبى عبد اللّه (ع) من أنه ما تنبأ نبى قط حتى يقر للّه بخمس و عد منها البداء و قد عرفت معنى البداء و فضله فى بابه.
قوله: فى ابل قد ندت له)
(2) أى فى ابل له قد ندت أى نفرت و ذهبت على وجهها شاردة.
قوله: يا رب أ تهلك أ لك أن تفعل فأمر ما بدا لك)
(3) الاستفهام فى المواضع الثلاثة على حقيقته أو للانكار و مفعول تهلك محذوف أى أ تهلك محمدا أو عبادك لعلمه بأن ابنه محمدا سيبعث رسولا عليهم هاديا لهم فيكون اهلاكه اهلاكهم، أ لك أن تفعل هذا الفعل المخصوص و هو اهلاكه أو اهلاكهم فأمر ما أى اذ أمر من الامور و سبب من الاسباب بدا لك فى اهلاكه و اهلاكهم بعد ما قدرت رسالته و هدايتهم، و منهم من قرأ آلك بمد الألف على أنه مفعول تهلك و آل اللّه و أهل اللّه من كان للّه و آثر رضاه على رضا نفسه، و قرئ «ان تفعل» بكسر الهمزة على الشرط و جعل فأمر على صيغة الامر جزاه و قال معناه ان تفعل فأمر ما بدا لك يعنى فأهلكنى قبل إهلاكه أو فأمر ما بدا لك فى عدم اهلاكه فليتأمل.
قوله: فانى أخاف أن تغتال فتقتل)
(4) الاغتيال أن يخدعه و يذهب به الى موضع لا يراه فيه أحد فيقتله، و انما خاف ذلك لظهور أثر النجابة و الجلالة و العظمة و المجد فيه عند الحاسدين.