responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 130

عن مسألة فأجابه فيها و سأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأوّل، ثمّ سأله آخر فأجابه بغير جواب الأوّلين، ثمّ قال: «هذا عطاؤنا فامنن أو (أعط) بغير حساب» و «هكذا هي في قراءة عليّ (عليه السلام): قال: قلت: أصلحك اللّه فحين أجابهم


على سبيل التعاقب و هو اجاب كل واحد بجواب غير جواب الآخرين ثم قرأ آية سليمان (ع) «هذا عطاؤنا فامنن او اعط بغير حساب» فسألته عن الامام فوض اللّه إليه كما فوض الى سليمان بن داود (ع) فقال نعم، ثم قلت اصلحك اللّه فحين اجابهم الامام بهذا الجواب المشتمل على الاختلاف يعرفهم الامام باختلاف حالاتهم و صفاتهم من الايمان و النفاق و غيرهما قال (ع) على سبيل التعجب سبحان اللّه أ ما تسمع اللّه يقول «إِنَّ فِي ذٰلِكَ» اى العذاب و النكال الوارد على الامم السالفة خصوصا على قوم لوط مثل الصحيحة و تقليب المدينة و امطار الحجارة و نحوها «لَآيٰاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ» الذين يتوسمون الاشياء و يتفرسون حقائقها و آثارها و مباديها و عواقبها و يعلمون جميع ذلك و هم الائمة (عليهم السلام) و انها اى الآيات و العلم بها لبسبيل اى مع سبيل مقيم او متلبس به و هو الامام لا يخرج ذلك السبيل منها اى من تلك الآيات ابدا و لعل فيه قلبا اذ الانسب انها لا تخرج من السبيل و الغرض من ذكر الآية ان الامام متوسم يعرف جميع الاشياء بسماتها و علاماتها فكيف لا يعرف الرجال بحالاتهم و صفاتهم، ثم صرح بأن الامام يعرفهم و قال ان الامام اذا ابصر الى الرجل عرفه من جهة ذاته و صفاته و اعماله و عقائده و عرف لونه الدال على خيره و شره و ان سمع كلامه من خلف حائط مثلا عرفه من صوته و ان لم يسمع كلامه قط و لم ير شخصه ابدا و عرف ما هو أ من اهل الايمان او الكفر او النفاق ثم استشهد لعلمه بالرجال كلامهم و ألوانهم بقوله تعالى «وَ مِنْ آيٰاتِهِ خَلْقُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلٰافُ أَلْسِنَتِكُمْ» اى لغاتكم و ألوانكم «إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ» دلالة على حالاتكم «لِلْعٰالِمِينَ» و هم العلماء من اهل البيت و الائمة من العترة (ع) فليس اى الامام يسمع شيئا من الامر ينطق به من امر الدين او الدنيا او السؤال الا عرفه اى ذلك الناطق أ هو ناج و من اهل ايمان او هو هالك و من اهل الكفر و النفاق فلذلك يجيبهم على حسب اختلاف حالاتهم بالذى يجيبهم فيجيب اهل الايمان بالحق و اهل الضلالة بالتقية حفظا لنفسه و عرضه و لشيعته و تابعيه او يجب كل واحد بما هو الاصلح بحاله [1].


[1] قوله «بما هو الاصلح بحاله» و بالجملة نوع الحكم الّذي فوض الى الامام فيجيب فيه بالاختلاف مجهول لنا و نعلم بالاجمال أنه ليس من الحكم الواقعى الّذي أمر الرسول (صلى اللّه عليه و آله) بتبليغه و الائمة (عليهم السلام) بحفظه و بيانه بل من الجزئيات التى يتغير حكمها المصالح الوقت كمنع فقير و اعطاء آخر و جهاد قوم و الصلح مع آخرين. (ش)

اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست