بهذا الجواب يعرفهم الامام؟ قال سبحان اللّه أ ما تسمع اللّه يقول: «إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ»و هم الأئمّة «وَ إِنَّهٰا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ»لا يخرج منها أبدا، ثمّ قال لي:
نعم إنّ الامام إذا أبصر إلى الرّجل عرفه و عرف لونه، و إن سمع كلامه من خلف حائط عرفه و عرف ما هو، إنّ اللّه يقول: «وَ مِنْ آيٰاتِهِ خَلْقُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلٰافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوٰانِكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِلْعٰالِمِينَ»و هم العلماء، فليس يسمع شيئا من الأمر ينطق به إلّا عرفه، ناج أو هالك، فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم.
أبواب التاريخ
«باب» مولد النبي (صلى اللّه عليه و آله) و وفاته
ولد النبيّ (صلى اللّه عليه و آله) لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأوّل في عام الفيل يوم الجمعة مع الزوال، و روي أيضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة. و حملت به أمّة في أيّام التشريق عند الجمرة الوسطي و كانت في منزل عبد اللّه بن عبد-
<قوله>: و هكذا هى فى قراءة على (ع))
(1) لعل المراد بالمن فى هذه القراءة القطع او النقص و أما القراءة المشهورة و هي «فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ» فالمراد به الاعطاء و الاحسان.
قوله: ولد النبي لاثنتى عشرة ليلة)
(2) ذهب الشيخ و الشهيد فى الدروس الى أنه ولد يوم السابع عشر منه [1] عند طلوع الفجر من يوم الجمعة.
قوله: قبل أن يبعث بأربعين سنة)
(3) دل على أنه بعث و قد مضى من عمره الشريف أربعون سنة، و قال عياض لم يختلف أنه ولد عام الفيل، و اختلف فى مبعثه فقيل على رأس أربعين و نقل عن ابن عباس على رأس ثلاث و أربعين سنة.
قوله: و حملت به أمه فى أيام التشريق)
(4) هنا سؤال مشهور و هو أنه يلزم منه مع تاريخ مولده أن يكون مدة حمله ثلاثة أشهر أو سنة و ثلاثة اشهر و هذا مخالف لما اتفق الاصحاب عليه من أن مدة الحمل لا تزيد على سنة و لم ينقل أحد أن ذلك من خصايصه، و الجواب أن المراد بأيام التشريق الايام المعلومة من شهر جمادى الاول الّذي وقع فيه حج المشركين
[1] قوله «ولد يوم السابع عشر منه» و هذا قول عند العامة أيضا و عن زبير بن بكار انه (صلى اللّه عليه و آله) ولد فى رمضان قيل و هو مطابق لما روى ان حمل أمه به كان فى ايام التشريق. (ش)