«وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً»قال: يعني به ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، قلت:
«وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ أَعْمىٰ»؟ قال: يعني أعمى البصر في الآخرة؛ أعمى القلب في الدّنيا عن ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، قٰالَ: و هو متحيّر في القيامة يقول: «لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمىٰ وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قٰالَ كَذٰلِكَ أَتَتْكَ آيٰاتُنٰا فَنَسِيتَهٰا»قال: الآيات الأئمّة (عليهم السلام) «فَنَسِيتَهٰا وَ كَذٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسىٰ»يعني تركتها و كذلك اليوم تترك في النّار كما تركت الأئمّة (عليهم السلام) فلم تطع أمرهم و لم تسمع قولهم. قلت: «وَ كَذٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآيٰاتِ رَبِّهِ وَ لَعَذٰابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقىٰ»؟ قال: يعني من أشرك بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) غيره و لم يؤمن بآيات ربّه و ترك الأئمّة معاندة فلم يتّبع آثارهم و لم يتولّهم، قلت: «اللّٰهُ لَطِيفٌ بِعِبٰادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشٰاءُ»قال ولاية: أمير المؤمنين (عليه السلام)، قلت: «مَنْ كٰانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ»؟ قال: معرفة أمير المؤمنين (عليه السلام) و الأئمّة «نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ»؟ قال: نزيده منها، قال: يستوفى نصيبه من دولتهم
«وَ مٰا يُكَذِّبُ بِهِ إِلّٰا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ إِذٰا تُتْلىٰ عَلَيْهِ آيٰاتُنٰا قٰالَ أَسٰاطِيرُ الْأَوَّلِينَ» و هو الاول و الثانى كانوا يكذبون رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله)- الى قوله تعالى- «إِنَّهُمْ لَصٰالُوا الْجَحِيمِ» ثم يقال «هٰذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ».
قوله: يعنى به ولاية امير المؤمنين (ع))
(1) فمن اتبع هداى فلا يضل اى فى الدنيا و لا يشقى اى فى الآخرة و من اعرض عن ذكرى اى هداى اى الذاكر و الداعى الى سبيلى و عبادتى و هو امير المؤمنين (ع) فان له معيشة ضنكا.
(3) اى مثل ذلك فعلت ثم فسره بقوله «أَتَتْكَ آيٰاتُنٰا فَنَسِيتَهٰا».
قوله: يعنى من اشرك)
(4) تفسير لمن اسرف لان الشرك اقوى افراد الاسراف.
قوله: ترك الائمة معاندة)
(5) بيان لقوله «وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآيٰاتِ رَبِّهِ» و اشارة الى أن الآيات الائمة، و فى ذكر المعاندة اشعار بأن من تركهم لا معاندة بل لشبهة لا يجزى بهذا الجزاء المخصوص و هو حشره اعمى البصر و لا بعد فيه و اللّه اعلم.
قوله: اللّٰهُ لَطِيفٌ بِعِبٰادِهِ)
(6) اى يعلم ظاهرهم و باطنهم و سرائرهم و ضمائرهم يرزق من يشاء منهم ولاية امير المؤمنين (ع) باللطف و التوفيق لقبولها لصفاء قلبه و لينة طبعه و حسن استعداده.