responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 120

«وَ مَنْ كٰانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيٰا نُؤْتِهِ مِنْهٰا وَ مٰا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ»؟ قال: ليس له في دولة الحقّ مع القائم نصيب.


مع التصديق و الاذعان بولايته و حقوقه و انما شبه معرفته بالحرث و هو القاء البذر فى الارض لاستلزامها منافع جليلة و فوائد جزيلة فى الآخرة و من ثم قيل الدنيا مزرعة الآخرة.

قوله: نزيده منها)

(1) تفسير لقوله «نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ» و اشارة الى ان «فى» بمعنى من للتعليل و هى قد تجيء له كما صرح بعض المحققين و ضمير التأنيث راجع الى الحرث باعتبار انه عبارة عن المعرفة يعنى نزيده من اجل تلك المعرفة ثم بين تلك الزيادة بقوله يستوفى نصيبه من دولتهم و هى دولة المنتظر (ع) و فيه دلالة على رجعة الشيعة كلهم مع احتمال تخصيصها بالخلص، او حصول زيادة الفيض حينئذ لارواحهم بدونها و اللّه اعلم.

قوله: وَ مَنْ كٰانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيٰا)

(2) لعل المراد به متاع الدنيا، او معرفة ائمة الجور و الاقرار بولايتهم و لعل الاخير اظهر بقرينة المقابلة.

قوله: ليس له فى دولة الحق مع القائم نصيب)

(3) دل بحسب الظاهر على ان المراد بالاخرة ساعة قيام القائم (ع) سميت بالاخرة لانها من علاماتها، و يحتمل ان يراد بالاخرة القيامة و يجعل انتفاء النصيب فى دولة الحق دليلا على انتفائه فى القيامة لاستحالة تحقق الملزوم بدون اللازم و اللّه اعلم [1].


[1] قوله «لاستحالة تحقق الملزوم بدون اللازم» و الاظهر أن هذا تمثيل و تشبيه حال بحال كما مر فى أمثاله كثيرا و لا يعتبر فى التمثيل تطبيق كل كلمة من المثل على الممثل كما لا يجب فى تمثل أمير المؤمنين (ع) بقول الاعشى:

شتان ما يومى على كورها * * * و يوم حيان أخى جابر

ان يتكلف فى تطبيق حيان أخى جابر على رجل معين اتفق ملاقاته مع على (ع) فى خلافته و لم يكن يلاقيه أيام قعوده، بل المراد تشبيه اختلاف الحالين باختلاف الحالين، قط على ما هو مقرر فى علم البيان و الحاصل من جميع ما ذكر فى تفسير الآيات المذكورة بالولاية أن غير المتدبر فى الامور القليل الممارسة لمجارى كلام العرب يتعجب مما روى عن أئمتنا (عليهم السلام) فى تطبيق آيات القرآن على ولايتهم. مع عدم ارتباطها معها جدا و عدم تناسب سابقتها و لاحقتها معها و ربما ينكرها نعوذ باللّه. و مخالفونا يطعنون على تلك التفاسير و ينسبوننا الى الغباوة و الجهل و يضحكون من تمسكنا فى إثبات أصل عظيم فى اعتقادنا و هو الامامة بأدلة واهية و احتمالات غير مسلمة عند مخالفينا و لا ثابتة عند موافقينا و يقال مثلا «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّٰهِ اثْنٰا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتٰابِ اللّٰهِ» هم الائمة الاثنا عشر مع أن الشيعة انفسهم تمسكوا فى اثبات الاشهر الحرم بتلك الآية فكون المراد بها الائمة غير ثابتة عندهم أنفسهم فكيف عند مخالفيهم و لا وجه لتمسكهم بتلك الآية على اثبات الامامة و الجواب عن جميع هذه الشبهات أن مرجع جميع هذه الآيات و الروايات فى تأويلها بالولاية اما تطبيق الكلى على أظهر الافراد كتاويل الصراط المستقيم بعلى بن أبي طالب (ع) و اما من التمثيل كتأويل النبإ العظيم بولايته (ع) مع أن لفظ القرآن منطبق على القيامة و قد اتفق فى تضاعيف الروايات ما روى عن الكذابين المشهورين الوضاعين و المجاهيل و لا حاجة الى التكلف فى توجيهها و تصحيحها، و بذلك يندفع الشبهة عن غرائب التفاسير. (ش)

اسم الکتاب : شرح الكافي المؤلف : المازندراني، الملا صالح    الجزء : 7  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست