responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سداد العباد و رشاد العباد المؤلف : آل عصفور، الشيخ حسين    الجزء : 1  صفحة : 427

متظافرة، حتى أن المحقق و جماعة ممن تأخر عنه على التحريم و لو كان في القرآن، و كثير من الأخبار يدفعه، فإنه قد دلّ كثير منها على جوازه بل استحبابه في القرآن، بناء على دلالة تلك الروايات على جواز تحسين الصوت و الترجيع في قراءة القرآن، و الأدعية، و المواعظ، و الظاهر أن شيئا منها لا يوجد بدون الغناء بهذا المعني.

ففي خبر عبد اللّٰه بن سنان، عن أبي عبد اللّٰه (عليه السلام) قال: اقرءوا القرآن بألحان العرب و أصواتها.

و في خبر النوفلي عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: ذكرت الصوت عنده، فقال: إن على بن الحسين (عليه السلام) كان يقرأ فربما مرّ به المار فصعق من حسن صوته، و أن الإمام لو أظهر من ذلك شيئا لما احتمله الناس من حسنه، قلت: أو لم يكن رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه و آله و سلّم) يصلي بالناس و يرفع صوته بالقرآن؟ فقال: إن رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه و آله و سلّم) كان يحمل الناس من خلفه ما يطيقون.

و في رواية أبي بصير عن أبي عبد اللّٰه (عليه السلام) قال: قال رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه و آله و سلّم): إن من أجمل الجمال الشعر الحسن، و نعمة الصوت.

و في رواية عبد اللّٰه بن سنان المنتهية إلى النبي (صلى اللّٰه عليه و آله و سلّم): لكل شيء حلية و حلية القرآن الصوت الحسن.

و في معتبرة أبي بصير، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إذا قرأت القرآن فرفعت صوتي جاءني الشيطان فقال: إنما ترائي بهذا أهلك و الناس، فقال: يا أبا محمد اقرأ قراءة ما بين القراءتين تسمع أهلك و رجع بالقرآن صوتك، فإن اللّٰه عز و جل يحب الصوت الحسن يرجع به ترجيعا.

و في الفقيه قال: سأل رجل علي بن الحسين (عليهما السلام) عن شراء جارية لها صوت، فقال: ما عليك لو اشتريتها فذكّرتك بالجنة يعني بقراءة القرآن.

و الزهد و الفضائل التي ليست بغناء، فأما الغناء فمحظور.

و في رواية عبد اللّٰه بن سنان: اقرءوا القرآن بألحان العرب و أصواتها، و إياكم و لحون أهل الفسق و أهل الكبائر، فإنه سيجيء من بعدي أقوام يرجّعون القرآن ترجيع الغناء و النوح و النوح و الرهبانية، و لا يجوز تراقيهم قلوبهم مقلوبة و قلوب من يعجبه شأنهم.

و بالجملة فأخبار الغناء الدالة عليه جوازا و منعا عموما و خصوصا قد بلغت من الطرفين حدّ التواتر المعنوي، و لا يمكن الجمع بينها بغير ما قلناه من أن المحرم من الغناء ليس ما يسمى غناء لغة، بل ما يسمى عرفا.

و الحكمة في ذلك الزمان إنما هو الغناء على سبيل اللهو الصادر من الجواري المغنيات و غيرهن في مجالس الفجور و الخمور المقارن للمزامير و الطنبور، و التكلم

اسم الکتاب : سداد العباد و رشاد العباد المؤلف : آل عصفور، الشيخ حسين    الجزء : 1  صفحة : 427
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست