responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سداد العباد و رشاد العباد المؤلف : آل عصفور، الشيخ حسين    الجزء : 1  صفحة : 409

كتاب الجهاد

و ما يتبعه من الدفاع، لأن الجهاد قد انسد بابه بغيبة المعصوم، و هو لا يشرع إلا بحضوره (عليه السلام) أو حضور من يعيّنه للقيام به، فمن هنا طويت أحكامه عند متأخري المتأخرين.

و قد أثبت المشهور جهادا مشهورا في زمن الغيبة، و إن لم يكن هنا حضور، و هو ما لو خيف على بيضة الإسلام من الكفار و المشركين، فيجب الجهاد حينئذ على المسلمين، و لم نقف على مستنده في الأخبار، و على تقدير تسليم وروده عنهم (عليهم السلام)، فهو من أقسام الدفاع، كما أشار إليه جملة من المحققين كالشهيد في الدروس، و من تأخر عنه، و إن أطلق عليه الجهاد فمجاز، كإطلاق الجهاد على جهاد النفس، و جهاد المرأة [1].

و جاء في أخبار متعددة التصريح بأن الجهاد مع غير الإمام المفروض طاعته حرام، مثل الميتة و الدم و لحم الخنزير، كما وقع في خبر بشير الدهان و غيره، حيث قال: قلت لأبي عبد اللّٰه (عليه السلام): إنّي رأيت في المنام أني قلت لك: إن القتال مع غير الإمام المفروض طاعته حرام مثل الميتة و الدم و لحم الخنزير؟ فقلت لي: نعم، هو كذلك، فقال أبو عبد اللّٰه (عليه السلام): هو كذلك هو كذلك.

و في رواية عبد اللّٰه بن المغيرة، قال: قال محمد بن عبد اللّٰه للرضا (عليه السلام) و أنا أسمع: حدثني أبي عن أهل بيته عن آبائه (عليهم السلام)، أنه قال لبعضهم: إن في بلادنا موضع رباط يقال له قزوين، و عدوا يقال له الديلم، فهل من جهاد، أو هل من رباط، فقال: عليكم بهذا البيت فحجوه، فأعاد عليه الحديث فقال (عليه السلام): عليكم بهذا البيت فحجّوه، أما يرضى أحدكم أن يكون في بيته ينفق على عياله من طوله، ينتظر أمرنا، فإن أدركه كان كمن شهد مع رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه و آله و سلّم) بدرا، و إن مات منتظرا لأمرنا كان كمن كان مع قائمنا «(عجّل اللّٰه فرجه)» هكذا في فسطاطه، و جمع بين السبابتين، و لا أقول هكذا و جمع بين السبابة و الوسطى، فإن هذه أطول من هذه، فقال أبو الحسن (عليه السلام): صدق.

نعم جاء عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بطريق معتبر ما حاصله قلت له: جعلت فداك إن رجلا من مواليك بلغه أن رجلا يعطي السيف


[1] كما في الحديث المروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي جاء فيه: (و جهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها و غيرته).

اسم الکتاب : سداد العباد و رشاد العباد المؤلف : آل عصفور، الشيخ حسين    الجزء : 1  صفحة : 409
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست