اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 259
يَنْقَلِبُونَ فقال: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون خسرت الدّنيا و الآخرة، فقال لغلمانه: اطرحوها في النهر، فأدخل الرأس على يزيد و وضعه بإزاء القبّة التي يشرب فيها و وكلنا بالرأس، فلمّا مضى جانب من الليل سمعت دويّا من السماء فإذا مناديا ينادي: يا آدم اهبط، يا عيسى اهبط يا محمّد اهبط، فهبطوا مع خلق كثير من الملائكة فدخل محمّد (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) القبّة و أخذ الرأس منها و جاء به إلى آدم فقال: يا أبي آدم ما ترى ما فعلت امّتي بولدي؟ فاقشعر لذلك جلدي، فقال جبرئيل: مرني ازلزل بهم الأرض، قال: لا.
قال: دعني مع هؤلاء الأربعين، فجعل ينفخ بواحد واحد. فدنى منّي، فقال النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): دعوه دعوه لا يغفر اللّه له، فتركني فأخذوا الرأس و مضوا، فافتقد الرأس من تلك الليلة فما عرفت له خبر.
قال سليمان [الأعمش] [1]: فقلت للرجل: تنحّ عنّي لا تحرقني بنارك [2].
و في ذلك الكتاب أيضا عن المنهال قال: رأيت رأس الحسين (عليه السّلام) حين حمل و أنا بدمشق و بين يديه رجل يقرأ الكهف حتّى بلغ قوله: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً[3] فقال رأس الحسين بلسان فصيح: أعجب من أصحاب الكهف قتلي و حملي [4].
و في كتاب المحاسن عن عمر بن علي بن الحسين قال: لمّا قتل الحسين بن عليّ (عليهما السّلام) لبسن نساء بني هاشم السواد و كنّ لا يشتكين من حرّ و لا برد، و كان عليّ بن الحسين يعمل لهنّ الطعام للمآتم [5].
و في الكافي عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: جدّدت أربعة مساجد بالكوفة فرحا بقتل الحسين (عليه السّلام): مسجد الأشعث و مسجد جرير و مسجد سماك و مسجد شبث بن ربعي [6].