responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 260

و روي في بعض مؤلّفات أصحابنا مرسلا: أنّ نصرانيا أتى رسولا من ملك الروم إلى يزيد لعنه اللّه و قد حضر المجلس الذي أتي فيه برأس الحسين (عليه السّلام)، فبكى النصراني و صاح ثمّ قال: اعلم يا يزيد إنّي دخلت المدينة تاجرا في حياة النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فسألت أصحابه أيّ شي‌ء أحبّ إليه من الهدايا؟

فقالوا: الطيب، فحملت إليه من المسك و العنبر و هو يومئذ في بيت زوجته أمّ سلمة الطيور فرأيت نورا ساطعا فتعلّق قلبي بمحبّته فقلت: هذا هدية محقرة فقال لي: إن قبلت منّي الإسلام و أنا وزير ملك الروم، و لمّا كنت في حضرة النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) رأيت هذا الذي رأسه بين يديك دخل على جدّه من باب الحجرة و النبيّ فاتح باعه ليأخذه فوضعه في حجره و جعل يقبّل شفتيه و ثناياه و يقول: لعن اللّه من قتلك يا حسين و أعان على قتلك، و هو مع ذلك يبكي، فلمّا كان اليوم الثاني كنت مع النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) في مسجده إذ أتاه الحسين مع أخيه الحسن و قال:

يا جدّاه قد تصارعت مع أخي الحسن و لم يغلب أحدنا الآخر، و إنّما نريد أن تعلم أيّنا أشدّ قوّة من الآخر.

فقال: يا حبيبي إنّ التصارع لا يليق بكما ولكن اذهبا فتكاتبا فمن كان خطّه أحسن كذلك تكون قوّته أكثر، فكتب كلّ واحد منهما سطر و أتيا جدّهما فأعطياه اللوح ليقضي بينهما فنظر و لم يرد أن يكسر قلب أحدهما فقال: إنّي امّي لا أعرف الخط اذهبا إلى أبيكما يحكم بينكما، فقام النبي معهما و دخلوا بيت فاطمة فما كان إلّا ساعة حتّى أقبل النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و سلمان الفارسي فقلت: يا سلمان بحقّ دين الإسلام إلّا ما أخبرتني كيف حكم أبوهما بينهما؟

فقال: لمّا أتيا إلى أبيهما لم يرد أن يكسر قلب أحدهما فقال: امضيا إلى أمّكما فعرضا عليها ما كتبا فتفكّرت و قالت: إنّي أقطع قلادتي على رأسكما فأيّكما يلتقط من لؤلؤها أكثر كان خطّه أحسن و قوّته أكثر، و كان في قلادتها سبع لؤلؤات فقطعت القلادة فالتقط الحسن ثلاث لؤلؤات و التقط الحسين ثلاث لؤلؤات فبقيت الاخرى فمدّا أيديهما إليها، فأمر اللّه تعالى جبرئيل أن يقدّها بجناحه نصفين فأخذ كلّ واحد منهما نصفا، فانظر يا يزيد كيف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و أمير المؤمنين و فاطمة و ربّ العزّة لم يريدوا كسر قلب أحدهما، و أنت هكذا

اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 260
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست