اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله الجزء : 1 صفحة : 248
و كان في مجلس يزيد حبر من أحبار اليهود فقال: من هذا الغلام؟
قال يزيد: عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب و امّه فاطمة بنت محمّد، فقال:
يا سبحان اللّه، فهذا ابن بنت نبيّكم قتلتموه في هذه السرعة بئسما خلفتموه في ذرّيته و اللّه لو ترك فينا موسى بن عمران سبطا من صلبه لظنّنا انّا كنّا نعبده من دون ربّنا و أنتم إنّما فارقكم نبيّكم بالأمس فوثبتم على ابنه فقتلتموه سوء لكم من أمّة، فأمر به يزيد فضرب على حلقه فقام و هو يقول: إن شئتم فاضربوني و إن شئتم فاقتلوني أو قدروني فإنّي وجدت في التوراة أنّ من قتل ذرّية نبيّ لا يزال ملعونا في الدّنيا و إذا مات يصليه اللّه نار جهنّم.
ثمّ إنّ يزيد أمر بنساء الحسين (عليه السّلام) فحبسن في محبس لا يكنّهم من حرّ و لا برد حتّى تقشّرت وجوههم، و لم يرفع في بيت المقدس حجر على وجه الأرض إلّا و تحته دم عبيط و أبصروا الشمس على الحيطان حمراء إلى أن خرج عليّ بن الحسين بالنسوة و ردّ رأس الحسين إلى كربلاء [1].
و روي أنّ سكينة رأت في منامها و هي في الشام كأنّ خمس نوق من نور أقبلت و على كلّ ناقة شيخ و الملائكة محدّقة بهم و معهم و صيف يمشي، فقال لي الوصيف: يا سكينة إنّ جدّك يسلّم عليك، فقلت: و على رسول اللّه السلام، من أنت؟
قال: وصيف من وصائف الجنّة قلت: من هؤلاء المشايخ؟
قال: الأوّل آدم صفيّ اللّه و الثاني إبراهيم خليل اللّه و الثالث موسى كليم اللّه و الرابع عيسى روح اللّه، فقلت: من هذا القابض على لحيته يسقط مرّة و يقوم اخرى؟
فقال: جدّك رسول اللّه، قاصدون إلى أبيك الحسين فجئت أشكو إليه فرأيت خمسة هوادج من نور في كلّ هودج امرأة فقلت: من هذه النسوة؟
قال: الأولى حوّاء امّ البشر و الثانية آسية بنت مزاحم و الثالثة مريم بنت عمران و الرابعة خديجة بنت خويلد و الخامسة الواضعة يدها على رأسها تسقط مرّة و تقوم أخرى، فقال:
جدّتك فاطمة بنت محمّد فوقفت بين يديها أبكي و أقول: يا أمّتاه استباحوا و اللّه حريمنا و قتلوا الحسين أبانا فقالت: يا سكينة كفّي صوتك أقرحت كبدي و قطّعت نياط قلبي هذا