responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 247

و لمّا وضع رأس الحسين ورآه عليّ بن الحسين لم يأكل الرؤوس بعد ذلك أبدا.

و قال عليّ بن الحسين: فقلت لزيد و أنا مغلول: ما ظنّك برسول اللّه لو رآني في الغلّ؟

فقال لمن حوله: حلّوه، و أمّا زينب فإنّها لمّا رأته هوت إلى جيبها فشقّته ثمّ نادت بصوت حزين: يا حسيناه يابن مكّة و منى يابن فاطمة الزهراء يابن بنت المصطفى فأبكت من في المجلس، ثمّ دعا بقضيب خيزران فجعل ينكث به ثنايا الحسين فأقبل عليه الأسلمي و قال: ويحك أتنكث ثغر الحسين و لقد رأيت النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يرشف ثناياه و ثنايا أخيه الحسن و يقول: أنتما سيّدا شباب أهل الجنّة، فقتل اللّه قاتلكما و لعنه و أعدّ له جهنّم، فغضب يزيد و أمر بإخراجه.

ثمّ قال عليّ بن الحسين: ائذن لي يا يزيد حتّى أصعد المنبر، فأذن له.

فلمّا صعد قال في بعض كلامه: أيّها الناس، أنا ابن مكّة و منى أنا ابن زمزم و الصفا أنا ابن من حمل الركن بأطراف الردا أنا ابن خير من حجّ و لبّى أنا ابن من حمل على البرق في الهوى أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أنا ابن من بلغ به جبرئيل إلى سدرة المنتهى، أنا ابن من دنى فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى، أنا ابن من صلّى بملائكة السماء، أنا ابن من أوحى إليه الجليل ما أوحى، أنا ابن محمّد المصطفى، أنا ابن عليّ المرتضى، أنا ابن من ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا: لا إله إلّا اللّه، أنا ابن من ضرب بين يدي رسول اللّه بسيفين و طعن برمحين و هاجر الهجرتين و بايع البيعتين و قاتل ببدر و حنين، أنا ابن قاتل المارقين و الناكثين و القاسطين، بستان حكمة اللّه و عيبة علمه سمح سخيّ بهيّ أبطحيّ مقدام صابر صوّام قاطع الأصلاب و مفرّق الأحزاب أسد باسل يطحنهم في الحروب طحن الرحاء، ليث الحجاز و كبش العراق، مكيّ مدنيّ خيفيّ عقبيّ بدريّ أحديّ شجريّ مهاجريّ من العرب سيّدها و من الوغا ليثها وارث المشعرين و أبو السبطين الحسن و الحسين ذاك جدّي عليّ بن أبي طالب، أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا ابن سيّدة النساء.

فضجّ الناس بالبكاء و النحيب و أمر يزيد المؤذّن فقطع عليه الكلام، فلمّا قال المؤذّن:

أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه التفت عليّ بن الحسين (عليه السّلام) من فوق المنبر إلى يزيد فقال: محمّد هذا جدّي أم جدّك؟ فإن زعمت أنّه جدّي فلم قتلت عترته.

اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست