responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 246

الشام، فلمّا قربوا من دمشق قالت امّ كلثوم للشمر: حاجتي إليك إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظارة و قل لهم أن يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل و ينحّونا عنها فقد خزينا من كثرة النظر إلينا، فأمر في جواب سؤالها أن تجعل الرؤوس على الرماح في أوساط المحامل و سلك بهم بين الناس حتّى أتى باب دمشق فوقفوا على باب المسجد الجامع حيث يقام السبي‌ [1].

و روي عن سهل بن سعد قال: خرجت إلى باب المقدس حتّى أتيت الشام، فإذا أنا بمدينة قد علّقوا الأستار و الحجب و هم مستبشرون و نساؤهم يلعبن بالدفوف و الطبول فقلت:

هذا ليس يوم عيد، فسألتهم، فقالوا؛ هذا رأس الحسين يهدى من أرض العراق، فقلت:

وا عجبا يهدي رأس الحسين و الناس يفرحون، فرأيت الرايات يتلو بعضها بعضا، فإذا فارس على رمحه رأس أشبه الناس برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و من ورائه نسوة على جمال، فدنوت من أولاهم فقلت: يا جارية من أنت؟

فقالت: سكينة بنت الحسين، فقلت: أ لك حاجة؟

فقالت: قل لصاحب هذا الرأس يقدمه أمامنا حتّى يشتغل الناس بالنظر إليه و لا ينظروا إلى حرم رسول اللّه، فدنوت من صاحب الرأس و أعطيته أربعمائة دينار حتّى قدّم الرأس أمام الحرم و دخلوا على يزيد و دخلت معهم و كان جالسا على السرير و على رأسه تاج مكلّل بالدرّ و الياقوت، فدخل صاحب الرأس و هو يقول، شعرا:

املأ ركابي ذهبا و فضّة* * * أنا قتلت السيّد المحجّبا

قتلت خير الناس أمّا و أبا* * * إذ ينسبون النسبا

قال: لو علمت أنّه خير الناس لم قتلته؟

قال: رجوت الجائزة منك، فأمر بضرب عنقه و خرّ رأسه و وضع رأس الحسين على طبق من ذهب و هو يقول: كيف رأيت يا حسين ثمّ قال: لعن اللّه ابن مرجانة إذ قدم على قتل الحسين بن فاطمة لو كنت صاحبه لما فعلت هذا، ثمّ قال، شعر:

نعلّق هامات من أناس أعزّة* * * علينا و هم كانوا أعقّ و أظلما


[1]- بحار الأنوار: 45/ 125، و العوالم: 425.

اسم الکتاب : رياض الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار المؤلف : الجزائري، السيد نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 246
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست