و فيه أيضا عن ابن عبّاس إنّه لمّا جيء بالحسن (عليه السّلام) إلى قبر جدّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) قالت عائشة:
لقد أجترأتم عليّ تؤذونني مرّة بعد اخرى تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أهوى و لا أحبّ.
فقلت: و اسوأتاه يوم على جمل و يوم على بغل، انصرفي فقد رأيت ما سرّك.
فنادت بأعلى صوتها: أو ما نسيتم الجمل يا ابن عبّاس إنّكم لذو أحقاد.
فقلت: و اللّه ما نسيته أهل السماء فكيف تنساه أهل الأرض، فانصرفت و هي تقول شعر:
فألقت عصاها و استقرّ بها النوى* * * كما قرّ عينا بالإياب المسافر [2]
و في كتاب الخرائج عن الصادق (عليه السّلام): إنّ الحسن (عليه السّلام) قال لأهل بيته: إنّي أموت بالسمّ كما مات رسول اللّه قالوا: و من يفعل ذلك؟
قال: امرأتي جعدة فإنّ معاوية يدسّ إليها و يأمرها بذلك، قالوا: اخرجها من منزلك.
قال: لم تفعل بعد شيئا و لو أخرجتها ما قتلني غيرها و كان لها عذر عند الناس فما ذهبت الأيّام حتّى بعث إليها معاوية مالا جسيما و شربة سمّ فأتى وقت الإفطار و كان صائما فأخرجت شربة لبن قد ألقت فيها ذلك السمّ فشربها و قال: عدوّة اللّه قتلتيني فمكث يومان و مضى [3].
و فيه أيضا: إنّه لمّا منعت عائشة من دفن الحسن (عليه السّلام) قال لها ابن عبّاس: يوما تجمّلت و يوما تبغّلت و إن عشت تفيّلت، فأخذه الشاعر البغدادي و قال شعر:
يا بنت أبا بكر لا كان و لا كنت* * * لك التسع من الثمن و بالكلّ تملّكت [4]