responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في مسائل علم الأصول المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد    الجزء : 1  صفحة : 64

بدعوى أنّه فرده، فلا يبقى مجال لهذا البحث، و الصحيح ما ذهب إليه السكّاكي و الوجه فيه أنّه يفهم الفرق بين قول القائل: (زيد أسد، أو أنّه قمر) و بين قوله: (زيد شجاع، أو أنّه حسن الوجه) حيث يفهم المبالغة من الأوّل دون الثاني، و لو كان لفظ (أسد) أو (قمر) مستعملا في معنى الشجاع أو حسن الوجه لما كان بينهما فرق.

ثانيهما: الالتزام بأنّ الوضع غير التعهّد و الالتزام بإرادة المعنى الفلاني عند ذكر هذا اللفظ، و إلّا فبناء على مسلك التعهّد يكون كل مستعمل متعهّدا بإرادة ذلك المعنى منه عند ذكره بلا قرينة و إرادة مناسبة عند ذكره مع القرينة سواء كان تعيين ذلك المعنى المناسب أيضا بالقرينة كما في الوضع النوعي، أو بما عيّنه أولا، كما في الوضع الشخصي‌ [1].

أقول: ما ذهب إليه السكاكي من الالتزام بالعناية و المجاز في الإسناد و التطبيق، لا يعمّ جميع الاستعمالات المجازيّة ليقال إنّ أمر التطبيق خارج عن شأن الواضع، بل ذكر ذلك في الاستعارة و هي ما يكون بعلاقة المشابهة في أظهر الأوصاف و الخواصّ، و أمّا في موارد سائر العلاقات فلا ينبغي إنكار استعمال اللفظ في غير معناه الموضوع له، كما في قوله: (من قتل قتيلا) و قوله: (رأس القوم) و إرادة رئيسهم، و (عين القوم) و إرادة حارسهم، و (أعتق رقبة) و إرادة العبد و المملوك، إلى غير ذلك من الموارد التي لا ينتقل ذهن السامع فيها إلى المعاني الأوّلية للألفاظ، و إنّما ينتقل إلى المعاني التي يستعمل فيها اللفظ (و لو بالقرينة)، حتّى مع جهله بالمعاني الحقيقية، و هذا بخلاف (زيد أسد) أو (أنّ وجهه قمر).


[1] المحاضرات: 1/ 92.

اسم الکتاب : دروس في مسائل علم الأصول المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست