responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في الأصول - تقريرات المؤلف : السيد صمد علي الموسوي    الجزء : 1  صفحة : 99

الأمر الثاني‌

تعريف الوضع و أقسامه‌

و قبل الورود في مبحث معنى الوضع لا بدّ من بيان كيفيّة الارتباط بين اللّفظ و المعنى، فقد نسب إلى بعض العلماء أنّ منشأ دلالة الألفاظ على المعاني هي المناسبة الذاتيّة بينهما، من دون أن يكون هناك وضع و تعهّد من أحد، و لكنّه لم يذكر دليلا مستقلّا على مدّعاه. نعم، استدلّ لنفي مدخليّة الوضع هنا، ثمّ استفاد منه العلاقة الذاتيّة بين اللّفظ و المعنى.

أقول: هل المراد من العلاقة الذاتيّة هي العلاقة العلّيّة و المعلوليّة أو العلاقة الاقتضائيّة؟ و على كلا التقديرين هل المقصود من المعنى واقعيّة المعنى أو انتقال ذهن المستمع إلى المعنى؟ فلو كان المراد علّيّة تامّة و واقعيّة المعنى- يعني كون الألفاظ علّة موجدة لحقيقة المعاني، مثل: كون وجود النار علّة موجدة لحقيقة الحرارة- فلا شكّ في بطلانه ثبوتا و إثباتا. و هكذا لو كان المراد العلاقة الاقتضائيّة و واقعيّة المعنى، بأن يكون اللّفظ علّة موجدة لحقيقة المعنى و لو بنحو الاقتضاء، فإنّا نرى بالبداهة تحقّق اللفظ بعد تحقّق المعنى؛ إذ التسمية تكون بعد الاختراع و ولادة المولود لو التزم بشمول أعلام شخصيّة أيضا.

أمّا لو كان المراد علّيّة تامّة لانتقال ذهن المستمع من اللفظ إلى المعنى‌

اسم الکتاب : دراسات في الأصول - تقريرات المؤلف : السيد صمد علي الموسوي    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست