اسم الکتاب : دراسات في الأصول - تقريرات المؤلف : السيد صمد علي الموسوي الجزء : 1 صفحة : 45
المطلب الخامس في مسألة التمايز بين العلوم
إنّا نعلم بالبداهة أنّ العلوم تكون متعدّدة و متغايرة، و أمّا ملاك المغايرة و التمايز فمختلف فيه و هو معركة الآراء، و المشهور أنّ تمايز العلوم بتمايز الموضوعات، و في كلامهم احتمالان:
الأوّل: أن يكون مقصودهم جميع العلوم، و أنّ القدر الجامع الذي يعبّر عنه بالموضوع يوجب التمايز بين العلوم، كالكلمة و الكلام في النحو، و فعل المكلّف في الفقه أيضا يوجب التمايز بينهما، و هذا الاحتمال ظاهر من كلامهم.
الثاني: ما يستفاد من كلام المحقّق الخراساني (قدّس سرّه)- و هو أن يكون المراد من قولهم: تمايز العلوم بتمايز الموضوعات- أنّ تمايز العلوم بتمايز موضوعات المسائل، أي تلاحظ موضوعات مسائل كلّ علم مع علم آخر.
و نحن نبحث بعون اللّه تعالى عن الاحتمالين فنقول: إن كان مرادهم الاحتمال الأوّل فيرد عليه إشكالان: أحدهما قابل للدفع، و ثانيهما غير قابل للدفع، و أمّا ما هو قابل للدفع فإنّه لو كان تمايز العلوم بتمايز الموضوعات فعلم النحو و الصرف و المعاني و البيان مع أنّها علوم متعدّدة كيف يكون موضوعها الكلمة و الكلام؟! لأنّه على هذا التقدير لا يكون موضوعها شيئا واحدا؛ إذ الكلمة
اسم الکتاب : دراسات في الأصول - تقريرات المؤلف : السيد صمد علي الموسوي الجزء : 1 صفحة : 45