responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في الأصول - تقريرات المؤلف : السيد صمد علي الموسوي    الجزء : 1  صفحة : 349

تبعي بالنسبة إلى المعنى، و إلّا يلزم عدم دخالة اللفظ من حيث حسنه و قبحه في إلقاء المعنى، مع أنّ الخطيب يسعى في استخدام ألفاظ حسنة لإلقاء مطالبه، فكيف يعقل فناء اللفظ في المعنى مع أنّهما من المقولتين المتباينتين؟!

و ثانيا: لو سلّمنا أنّ ماهيّة الاستعمال هي فناء اللفظ في المعنى إلّا أنّ كلا المعنيين لمّا كانا في عرض واحد فلا مانع من فنائه فيهما؛ إذ لا يكون هاهنا أوّليّة و ثانويّة، بل كلاهما في عرض واحد.

[الاحتمال الثاني:]

أنّ المعنى حين الاستعمال يتعلّق به اللحاظ الاستقلالي، و إذا كان المعنى متعدّدا فاللحاظ الاستقلالي الذي يتعلّق بها أيضا كان متعدّدا، و أمّا لحاظ اللفظ فيكون تابعا للحاظ المعنى، فإذا استعمل في شيئين يكون تابعا لهما في اللحاظ، فيجتمع فيه اللحاظان الآليّان بالتبع، و هو كما ترى.

و يحتمل قويّا أن يكون مراده (قدّس سرّه) هذا الاحتمال، و لعلّه كانت جملة «إلّا أن يكون اللاحظ أحول العينين» ناظرة إلى هذا المعنى، و هذا هو الأقرب إلى كلامه (قدّس سرّه).

و إن كان مراده هذا الاحتمال فيجاب بأنّ اللفظ و المعنى قد يلاحظان بنظر المتكلّم، و قد يلاحظان بنظر السامع.

[توضيحه:]

أنّ المولى قبل صدور الأمر منه يلاحظ المعنى و يتوجّه إليه، و لكن يتوجّه إلى اللفظ حين صدور الأمر و تفهيم مراده العبد، فيلاحظه تبعا للمعنى و يقول: «جئني بماء» إلّا أنّه لا دليل لأن يكون اللحاظ التبعي متعدّدا، بل يلاحظه تبعا بلحاظ واحد، فيلاحظ المعنيين ثمّ يلقي كليهما بلفظ واحد، فإذا كان الملحوظ بلحاظ استقلالي متعدّدا فلا يستلزم أن يكون الملحوظ باللحاظ التبعي أيضا متعدّدا.

اسم الکتاب : دراسات في الأصول - تقريرات المؤلف : السيد صمد علي الموسوي    الجزء : 1  صفحة : 349
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست