responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات الأصول في أصول الفقه المؤلف : المعصومي الشاهرودي، علي أصغر    الجزء : 1  صفحة : 589

و قد بقي الكلام في بيان الجهة الثالثة: فلا بدّ لنا من التعرّض لها ليتّضح المراد منها- و هي عبارة عن استلزام النقل تعطيل العقول عن فهم الأدعية و المناجاة و التوسّلات بالأوراد و الأذكار التي وردت في جوامع الدعوات من الأنبياء و الأئمة (عليهم السلام) بل في آيات من القرآن الكريم- فمن الظاهر أنّه لا يتمّ في محلّ الكلام هاهنا بالقطع و اليقين و إن كان تماما في مقام إثبات أنّ مفهوم الوجود واحد مشترك معنوي بين الواجب و الممكن، كما ذكر السبزواري في شرح المنظومة [1] و غيره.

و لكنّه غير تامّ في مثل مقامنا هذا، إذ المغايرة بين المبدأ و الذات حسب المتفاهم العرفي فى ألسنة أهل المحاورة و اللغة من هيئات المشتقّات الدائرة في الألسن أمر معلوم واضح بلا شكّ و لا ريب فيه. و قد سبق آنفا أنّ الاتحاد و العينيّة بينهما خارج عن الصدق العرفي، فلا يصحّ حينئذ إطلاق المشتقّ على سنخ إطلاق المشتقّات عليه تعالى بهذا المعنى المتعارف.

بل الحقّ لطالبه في المقام يتلخّص بأنّ المبدأ في صفاته عزّ و جلّ ليس إلّا عين ذاته المقدّسة بلا أيّ تغيّر بينهما بوجه من الوجوه من الأصل و الأساس، فإذن انقدح لا محالة لك الحقّ بأنّ الإطلاق عليه جلّ شأنه لا بدّ من أن يكون بمعنى آخر من المعاني مجازا، و هو ما يكون المبدأ فيه عين الذات، فحينئذ فلا يراد من كلمتي «العالم و القادر» في قولنا «يا عالم و يا حيّ و يا قادر و يا حكيم» مثلا معناها المتعارف في المحاورة، بل إنّما يراد بهما من يكون علمه و قدرته عين ذاته، فيكون مرجع «يا عالم» عند المخاطبة و المناجاة معه عزّ و جلّ إلى «يا اللّه» كما أشار إلى ذلك المعنى الذي فسّرناه لك بعض الروايات: بأنّ‌


[1] شرح المنظومة: 10، فنّ الحكمة.

اسم الکتاب : دراسات الأصول في أصول الفقه المؤلف : المعصومي الشاهرودي، علي أصغر    الجزء : 1  صفحة : 589
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست