responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات الأصول في أصول الفقه المؤلف : المعصومي الشاهرودي، علي أصغر    الجزء : 1  صفحة : 584

عبارة عن اعتبار المغايرة بين المبدأ و الذات، فإنّه بعد الفراغ عن اعتبارها يقع الكلام في الجهة الثانية و أنّ ما كان المبدأ فيه متّحدا مع الذات بل عينها خارجا، كيف يعقل قيامه بالذات و تلبّس الذات به؟ لأنّه من قيام الشي‌ء بنفسه و هو محال، إذ تعقّل التلبّس على نحو المتعارف في الممكنات من حيث القيام غير ممكن في صفاته عزّ و جلّ.

فلا بدّ لنا قبل البحث عن هذين الجهتين من تحرير محلّ النزاع في صفاته تبارك و تعالى، في ضمن بيان مقدّمة مفصّلة تكون منشأ التفصيل في بيان صفات الذات و غيرها من صفات الأفعال.

و اعلم أنّ هذه المقدّمة عبارة عن أنّ الصفات الجارية على اللّه عزّ و جلّ على شكلين:

أحدهما: صفاته الذاتية، و هي التي يكون المبدأ فيها عين الذات: كالعالم و القادر و الحيّ و السميع و البصير، و قد ذكرنا في بحث التفسير أنّ رجوع الأخيرين يكون إلى العلم أيضا، إذ أنّهما علم خاصّ و هو العلم بالمسموعات و المبصرات‌ [1].

و ثانيهما: صفاته الفعليّة، و هي التي يكون المبدأ فيها مغايرا للذات: كالخالق و الرازق و المتكلّم و المريد و الرحيم و الكريم، و ما شاكل ذلك، فإنّ المبدأ فيها- و هو الخلق أو الرزق أو نحوه- مغاير لذاته تعالى.

فإذا علمت ذلك فانقدح لك أنّ ما ذكره المحقّق صاحب الكفاية لا يخلو من الخلط بين صفات الذات و صفات الأفعال، إذ عدّ (قدّس سرّه) الرحيم من صفات الذات مع أنّه يكون من صفات الفعل‌ [2].


[1] البيان في تفسير القرآن: 432.

[2] كفاية الاصول: 76.

اسم الکتاب : دراسات الأصول في أصول الفقه المؤلف : المعصومي الشاهرودي، علي أصغر    الجزء : 1  صفحة : 584
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست