responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات الأصول في أصول الفقه المؤلف : المعصومي الشاهرودي، علي أصغر    الجزء : 1  صفحة : 475

النوعية كالإنسان و الشجر و المدر و التراب و الحجر، إذ لا شكّ أنّ صدق عنوان الشجرية و المدرية و الترابية يتقوّم ببقاء الصورة النوعية، فالإنسان و الشجر إذا كانا باقيين بحالة الصورة الإنسانية و الشجرية في ضمن تلك الصورة الباقية النوعية التي تكون في قبال الصورة النوعية لسائر الأشياء يجوز أن يطلق عليه عنوان الإنسان و الشجر، و إذا صار ترابا و رمادا بالإحراق فالإطلاق غلط و كذب، بل الصحيح عند ذلك هو صدق عنوان الرماد و التراب عليه، لاتصافه بهذه الصورة الجديدة دون صورته الاولى.

و الحاصل بعد تبدّل الصورة النوعية الأوّلية إلى هذه الصورة النوعية الجديدة الترابية و الرمادية لا يصدق عليها عنوان الإنسان و الشجر عند من يكون في المحاورة من أهل النظر و إن كان الجسم و الهيولى بحالهما باقيين مع دقّة النظر، لأنّ مجرّد الاستعداد لا يكفي في صدق الجري، بل إنّما يدور صدق الجري مدار بقاء صورة النوعية.

و الوجه في ذلك أنّ المبادئ في أمثال ذلك مقوّمة لنفس الحقيقة و الذات، و بانتفائها تنتفي الذات، فلا تكون الذات باقية بعد انقضاء المبدأ.

و بعبارة اخرى: إنّ شيئية الشي‌ء إنّما تكون بصورته النوعيّة لا بمادّته، فإذا فرض تبدّل الإنسان بالتراب، أو الكلب بالملح، فما هو ملاك الإنسانيّة أو الكلبيّة و هو الصورة النوعيّة التي قد انتفت و انعدمت؟ و وجدت حقيقة اخرى و صورة نوعيّة جديدة ثانية، و هي عبارة عن الصورة النوعيّة الترابية أو الملحية.

و من البديهيات الأوّلية أنّ الإنسان و الكلب و الشجر لا يصدق على التراب و الملح و الرماد أصلا و أبدا بوجه من الوجوه، لأنّ الذات غير باقية، و هي منعدمة بانعدام الصورة النوعيّة، و مع عدم بقاء الذات لا يشملها النزاع، و لا معنى لأن يقال: إنّ الإطلاق عليها حقيقة، أو لا بل هو يكون من باب المجاز.

اسم الکتاب : دراسات الأصول في أصول الفقه المؤلف : المعصومي الشاهرودي، علي أصغر    الجزء : 1  صفحة : 475
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست