responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات الأصول في أصول الفقه المؤلف : المعصومي الشاهرودي، علي أصغر    الجزء : 1  صفحة : 296

كلمة الشجاع، لأنّها إذا استعملت إنّما تكون بلحاظ الشخص الخارجي، لا من باب تطبيق الكلّي على الأفراد و المصاديق من باب الاستعارة و المبالغة، بل إنّما يدلّ فقط على إثبات أصل اتّصاف زيد بالشجاعة لا المبالغة في الزيادة على حدّ الانتقال من الإنسانية إلى مصاديق الأسديّة، كما ورد في الشريعة: الطواف بالبيت صلاة.

و كيف كان، إنّ هذا المعنى من الاطراد إنّما يكون علامة للحقيقة على مسلك بعض الأكابر من المحقّقين، و لكنّ الإنصاف أنّ هذا المعنى من الاطّراد أيضا كالأوّل ليس بعلامة لإثبات الحقيقة في المحاورة و اللغة، و ذلك من جهة أنّ انطباق الكلّي على المصاديق و الأفراد ملازم للفرديّة؛ إذ كيف يعقل أن يكون شي‌ء فردا للكلّي و لا يكون الكلّي منطبقا عليه.

و بعبارة اخرى: إنّ عدم صدق المفهوم على فرد يكشف عن ضيق دائرة ذلك المفهوم الكلّي بالنسبة إلى شموله في حقّ ذلك الفرد المشكوك، لا أنّه كاشف في موارد الصدق و الانطباق بأنّه علامة للحقيقة، و في موارد غير الانطباق علامة للمجاز، و هذا واضح لا يحتاج إلى الدليل و البرهان.

نعم، هنا اطّراد يمكن أن يعتمد عليه لتحصيل الوثوق به على إثبات الحقيقة في الجملة، و ذلك مثل ما إذا قال شخص: «رأيت أسدا يرمي» و كان المراد من ذلك الاستعمال شخص شجاع من أبناء الإنسان، و لكن احتملنا أن يكون موجب هذا الانتقال هو لفظ (يرمي)، و لكن رأينا في استعمال الآخر إسقاط كلمة (يرمي) و أخذ كلمة (يمشي) فيه، و احتملنا أنّ كلمة يمشي كانت دخيلة في ذلك، و في استعمال ثالث أتى في الكلام كلمة يتكلّم، و قال: رأيت أسدا يتكلّم، و تخيّلنا أنّ كلمة (يتكلّم) كانت هي الموجبة لهذا الانتقال، إلى أن انتهى الأمر إلى إسقاط جميع المحتملات و القرائن الحاليّة و المقاليّة التي كنّا نحتمل دخالتها في‌

اسم الکتاب : دراسات الأصول في أصول الفقه المؤلف : المعصومي الشاهرودي، علي أصغر    الجزء : 1  صفحة : 296
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست