responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 71

لهؤلاء و هؤلاء. و في «شرح بديعيّته» من الفوائد اللغوية و الأدبية و البلاغية و النحوية و التاريخية و غيرها، فنون أكثرها من المستملح المستطرف المستطاب.

و قال محمود رزق سليم في هذا «الشرح» : «و ما عليك إلاّ أن تجمع تعريفاته البلاغيّة و معها المثل أو المثلان، ثمّ تنحّيهما جانبا عن بقية «الخزانة» لتبدو لك بقيّتها مسرحا وضيئا متألّقا مليئا بجولات الأديب الذي فاضت صوره بالأدب اللباب، و سنح خاطره بالنقدات العذاب، و فيها ما فيها من حسن اختيار و سهولة عرض و دقّة تتابع و جمع للمتفرّق المتقارب» [1] . و هذا يفيد أن ابن حجّة في خزانته لم يتخذ من البديع و البلاغة إلاّ مطيّة يتوسّل بها التحليق على أجنحتها فيسير في رياض حوت من كلّ فنّ لونا و من كلّ لون زهرة و من كلّ زهرة شذا.

و قد تمثّلت قيمة هذه «الخزانة» بما حوته من أنواع البديع و البلاغة، و بكثرة الشواهد من القرآن الكريم و الحديث النبويّ الشريف، و بغزارة الشواهد من الشعر من مختلف العصور الأدبية، و شواهد النثر، و شروحها، و اللمحات و المناقشات النقديّة، و الكثير من الأمثال العربيّة، و التراجم و الأخبار، و فنون مختلفة أخرى، بالإضافة إلى البديعيات الثلاث التي عارضها و شرحها. و لعلّ هذه الخزانة من أوائل الكتب التي فتحت مجالا أمام شرّاح البديعيّات بأن يضمّنوا شروحهم بديعيات أخرى كادت تكون مفقودة لو لا ذكرها في هذه الشروح. و لعلّ أوجز قول في قيمة هذا الكتاب ما كتبه معاصر ابن حجة، أحمد بن حجر العسقلاني، في الصفحة الأولى قبل العنوان في النسخة «ك» ذات الرقم (5971) : «هو مجموع أدب قلّ أن يوجد في غيره، و لعلّ مقتنيه يستغني عن غيره من الكتب الأدبية، و لو لم يكن له فيه إلاّ جودة الشواهد لكلّ نوع من الأنواع مع ما امتاز به من الاستكثار من إيراد نوادر العصريين، للضرب بها على غير أهلها، فإنّ مالكه مرتفع عنه كلفة العارية، و هذا وحده مقصود لكلّ حاذق منصف» .

كما أنّ قيمة هذا «الشرح» مرتبطة بقيمة البديعية الّتي شرحها، و بما حوته من أنواع البديع و البلاغة، و أسلوب النظم و التورية باسم النوع، و بأثرها الذي تركته في الأدب و النقد و البلاغة و المؤلّفات المنبثقة عنها [2] ؛ و في ذلك «قال البدر البشتكيّ في


[1] عصر سلاطين المماليك 6/165.

[2] سيأتي الكلام على أثر هذه البديعية و قيمتها في مكانه من قسم الدراسة.

اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست