responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 70

بقصيدة أخرى فيذكرها أو يذكر بعضها، و لعلّ كثرة شواهد البلاغة في هذا العصر سمة غالبة لكثرة المشتغلين بالبلاغة الذين فتحوا باب الاستشهاد البلاغيّ على مصراعيه، كما أنّ المتأخّرين في عصر ابن حجّة و قبله بقرون قد أسرفوا إسرافا كبيرا في البديع، ما جعل شعرهم مرتعا خصبا للشواهد البديعيّة عند النقّاد و البلاغيّين، و لا ننس أنّ حبّ الإكثار و التدليل على سعة الثقافة لدى ابن حجّة و عامل الذوق عنده ساهم إلى حدّ كبير في الإكثار من الشواهد في شرحه، هذا عدا رغبته في التفريع و التقسيم و التنويع.

ثمّ إنّ المعارضة هي السمة الأبرز في منهجه، إذ كثيرا ما كان يبقي على أنواع بديعية من أجل المعارضة، كان يأنف من الاستفاضة في شرحها.

و قد اتبع ابن حجّة في ترتيب أنواع البديع المنهج نفسه الذي اتّبعه الحلّيّ، فبدأ بذكر «براعة الاستهلال» ، ثم أتبعها بذكر «الجناس» و أنواعه إلى أن وصل في آخر بديعيّته و شرحها إلى ذكر «حسن الختام» ؛ و كان إذا أراد نظم النوع البديعيّ و شرحه رجع في الشرح إلى العديد من كتب البلاغة، و إلى ما ذكره أصحاب البديعيات، ثم يستخلص لنفسه رأيا في تعريف كل نوع، مشيرا إلى مخترعه أو السابق إلى معرفته أحيانا، و ذلك بأسلوب الناقد البلاغيّ الذي يذكر الأنواع و يعرّفها و يعرّج عليها بالنقد؛ فكثيرا ما تتخلّل شرحه هذا لمحات نقديّة و فنون مختلفة، قبل أن ينهى الشرح لكلّ نوع بالكلام على أبيات البديعيات المعارضة.

هـ-قيمته العلميّة:

تكمن قيمة هذا الكتاب في مضمونه و موضوعه، إذ حوى البديعيّة و شرحها، و ثلاث بديعيات أخرى قام ابن حجّة بمعارضتها و دراستها و شرحها، و ما اقتضاه هذا الشرح من تعريفات و حدود لأنواع البديع، التي بلغت عنده مائة و سبعة و أربعين نوعا بديعيّا، رجع ابن حجّة فيها إلى ما يزيد على مائة كتاب كان قد ذكرها في ثنايا خزانته، و قد نقل منها بعض الحدود البلاغية و المناقشات الطريفة و المفيدة التي كانت تدور بين البلاغيين آنذاك، بالإضافة إلى ما أودعه من ثقافته الواسعة التي جمعت إلى البلاغة و الأدب و فنون الإنشاء، النقد و الطرفة و الخبر، و ما حفظه من آراء بعض النّقاد و البلاغيين الذين ضاعت كتبهم مع الزمن، و ما نقله من آثار بعض الأدباء الذين فقدت كتاباتهم مع ما فقد من التراث العربيّ آنذاك، فكان هذا الكتاب مصدرا مهمّا

اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست