responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 274

و بناء على هذا المضمون المتنوّع لشرح البديعية و تلك الطريقة التي استخدمها في شرحه، يمكن تصنيف ابن حجّة ضمن أتباع المدرسة الأدبية البلاغية في تاريخ التأليف البلاغيّ عند العرب، لما أكثره من الشواهد الأدبية و البلاغية.

إلاّ أنّ شرح ابن حجّة قد خلا كمعظم الشروح من السيرة النبويّة، كما خلا من شرح معنى بيت البديعية، و انصبّ الاهتمام على موضع النوع البديعيّ فيه ليس غير، و لعلّ ذلك يعود إلى غاية ابن حجّة المرجوّة من شرحه، و الّتي تتمثّل في نشر بضاعته النادرة و عرضها في أسواق الأدب.

ب-أثرهما في النقد: غ

إذا كانت بديعية ابن حجّة قد ارتبطت ارتباطا وثيقا بالأدب، إضافة إلى كونها فنّا شعريّا متميزا، فإن ارتباطها بالنقد كان أوثق، نظرا لتلازم النقد و الأدب، و لتناولها أحد أسس النقد الأدبيّ، و هو فنّ البديع.

و لعلّ كثرة الآراء و المواقف التي كانت معها أو ضدّها هي التي جعلتها تعيش هذه الحياة الطويلة، و تشتهر هذه الشهرة الكبيرة، و يتوارد كبار الشعراء و الأدباء و النقّاد على مناهلها، لذا لا بدّ من إظهار أثر هذه «البديعية» و ما دار حولها من شروح و مواقف في الحركة النقديّة في زمنها، إذ كانت مع شرحها مادّة خصبة متنوعة تغذّي تلك الحركة النقديّة القويّة التي انطلقت منها.

1-الحركة النقديّة حول بديعية ابن حجّة:

تتمثل هذه الحركة النقديّة في مجموع مواقف الناس منها، على اختلاف طبقاتهم، و ما ألّف من كتب في هذه المواقف المتنوّعة.

أ-موقف الخاصّة:

لقد شاعت بديعية ابن حجة بين الناس، و انتشرت بين الشعراء، و حقّقت من الإقبال عليها ما لم تحقّقه أيّة بديعية أخرى في عصره، و ربّما كان ذلك لما تضمّنته من نفحات دينية، لبست لبوس العصر المألوف من الزخرف و التلوّن و الزركشة، بدليل أمرين، أوّلهما: أنّ ابن حجة عند ما بلغ من الشهرة غايتها، و من المعرفة و المقدرة الشعريّة و النثرية أوجها، يمّم نحو نظم البديعيّات ليدلي بدلوه فيها، مدلّلا بذلك على تمام شاعريّته و اكتمال شهرته، و هذا ما دفع أصحاب المعرفة إلى أن يشهدوا له‌

اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 274
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست