responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 273

فما هو إلاّ من أبناء هذا العصر، و ما نقده إلاّ جزء من نقد العصر.

و-فنون مختلفة:

لم يقتصر هذا الشرح، و الكتب المنبثقة عنه، على ما سبق ذكره، بل إنّ من يتجوّل في جنانه، و يبحث في رفوف خزانته، يجد فيه الكثير من اللفتات البديعة، و الفنون المنوّعة، و لا عجب في ذلك، إذا ما علمنا أن ابن حجّة كغيره من شرّاح «البديعيات» كان بحقّ مثقّفا ثقافة إسلاميّة عربية متنوّعة كاملة، فجاء شرحه صورة عن هذه الثقافة التي تمثلت بكثير من وجوه الفقه و التفسير و النحو و اللغة و العروض و البلاغة، و كلّها فنون من المستملح المستطاب. و تكفي الإشارة إلى ما أورده ابن حجّة في باب «التورية» ليكون مثالا على ذلك، إذ ذكر حادثة جرت مع الحسن بن سهل وزير المأمون فقال: «يحكى أن بعض الشعراء هنّأ الحسن بن سهل باتّصال ابنته بالمأمون مع من هنّأه، فأثاب الناس كلّهم و حرمه، فكتب إليه: إن أنت تماديت على حرماني عملت فيك بيتا لا تعلم مدحتك فيه أم هجوتك، فاستحضره و سأله عن قوله فاعترف، و قال: لا أعطيك أو تفعل، فقال‌[من مجزوء الخفيف‌]:

بارك اللّه للحسن # و لبوران في الختن

يا إمام الهدى ظفر # ت و لكن ببنت من‌ [1]

فلم يعلم ما أراد بقوله «ببنت من» في الرّفعة أو في الصّغر، و استحسن منه الحسن ذلك... » [2] .

و أمثال هذا كثير في شرحه.

ز-بديعيّات:

و ممّا حواه شرح البديعية و حافظ عليه و أفادنا به البديعيات التي عارضها ابن حجة، قاصدا بذلك أن ينبّه على تفوّقه و تقدّمه على أقرانه، و هو بذلك، و من غير قصد، حاول أن يحفظ مجموعة من «البديعيات» كادت أن تكون مفقودة لو لا وجودها في هذه الشروح، بل لعلّ ابن حجّة هو من أوائل العاملين على هذا عند ما جمع في شرحه بديعيات ثلاث.


[1] انظر تخريج هذين البيتين في باب «الإبهام» ، و باب «التوجيه» من الخزانة.

[2] انظر خزانة الأدب و غاية الأرب، باب «الإبهام» ، و باب «التوجيه» .

غ

اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست