responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 213

أمّا بديعيّته ذاتها فحسبها أن تكون البديعية الأولى التي سنّت بعدها سنّة أدبية بلاغيّة واضحة لهذا الفنّ، بما تميّزت به من صفات و مقوّمات هي: «أنّها نظمت في مدح الرسول (صلى اللّه عليه و سلم) ، على بحر البسيط، و قافية الميم المكسورة، و تضمين كلّ بيت فيها نوعا من أنواع البديع» . و قد تمثّلت هذه السنّة في معارضة أصحاب البديعيات التي تلتها لها، أمثال عزّ الدين الموصليّ، و شهاب الدين أحمد بن العطار، و عبد الرحمن بن محمد وجيه الدين العلويّ اليمنيّ، و شعبان الآثاري.

و من يقرأ هذه البديعية «يشعر بانقياد الألفاظ مع الوزن للشاعر، على الرغم من أنّه كان ينظم مع إشراك المادّة العلمية في هذا النظم، كما يشعر الإنسان بعاطفة تفرض نفسها على أحاسيسه، موحية بمشاعر الناظم الصادقة... » [1] .

و هذا عرض كامل لأبيات بديعية الحلّيّ كما وردت في الديوان‌ [2] ، و قد أشير فوق كلّ بيت منها إلى الأنواع البديعية التي تناولها.

«الكافية البديعية في المدائح النبوية»

براعة الاستهلال و التجنيس المركب و المشتبه‌

إن جئت سلعا فسل عن جيرة العلم # و اقر السّلام على عرب بذي سلم‌

الملفّق‌

فقد ضمنت وجود الدّمع من عدم # لهم، و لم أستطع مع ذاك منع دمي‌

المذيّل و اللاحق‌

أبيت، و الدّمع هام هامل سرب # و الجسم في إضم لحم على وضم‌

التام و المطرّف‌

من شأنه حمل أعباء الهوى كمدا # إذا همى شأنه بالدّمع لم يلم‌

المصحّف و المحرّف‌

من لي بكلّ غرير من ظبائهم # غرير حسن يداوي الكلم بالكلم‌


[1] البديعيات في الأدب العربي ص 74.

[2] ديوانه ص 315-329؛ و انظر شرح الكافية البديعية 57-334.

اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست