اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي الجزء : 1 صفحة : 190
الفصل الرابع: ناظمو البديعيّات
حاول علي أبو زيد في كتابه «البديعيّات في الأدب العربي» أن يجمع من البديعيات ما استطاع إلى ذلك سبيلا، منذ بداياتها مع مؤسّسها الأوّل صفي الدين الحليّ إلى آخر عهد للناس بها. و أشار إلى أنّ مجموع ما وصل إليه من البديعيات نصوصا و أخبارا بلغ إحدى و تسعين بديعيّة مؤكّدة [1] ، إضافة إلى اثنتين منها تحتاجان إلى إثبات [2] ، و قد رتّب هذه البديعيات ترتيبا زمنيّا، بالنظر إلى وفاة الناظم أو زمن نظمها، مقدّما لمحة موجزة عن أعلامها و وصفا لكلّ منها [3] .
من هنا وجدت أن لا مفرّ من الاعتماد على هذه الدراسة القيّمة التي أفردها علي أبو زيد لدراسة البديعيات في الأدب العربي دراسة مفصّلة، إذ تعتبر الدراسة اليتيمة في مثل هذا الموضوع.
و إذا استثنينا الإربليّ من عداد أعلام هذه البديعيات، فإنّ صفي الدين الحلّيّ يعتبر صاحب أوّل بديعية وصلت إلينا، و قد مرّ الكلام على أوّلية البديعيات في الفصل الثاني.
و هذه أسماء ناظمي البديعيّات و اسم بديعية كلّ منهم، مرتّبة ترتيبا زمنيّا [4] :
1-صفيّ الدين الحلّيّ السّنبسيّ: و هو عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم بن أحمد بن نصر بن أبي العزّ بن سرايا الطائيّ. ولد في «الحلّة» بين الكوفة و بغداد، سنة (677 هـ. ) ، و توفّي في بغداد سنة (750 هـ. ) . و هو صاحب «الكافية البديعية في المدائح النبويّة» ، و هي-كما مرّ-أوّل بديعيّة مكتملة في تاريخ «البديعيات» .