responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 117

-نوع راجع إلى الفصاحة المختصة بتحسين الكلام و تزيينه و من فنونه: اللفّ و النشر، و التفريق و الجمع و التورية و حسن الابتداء و حسن الخاتمة [1] ...

إلاّ أنّ السكاكيّ كان أوّل من قسّم هذه المحسّنات البديعية إلى قسمين إذ قال:

«و إذ تقرّر أنّ البلاغة بمرجعيها، و أن الفصاحة بنوعيها، ممّا يكسو الكلام حلّة التزيين، و يرقّيه أعلى درجات التحسين، فها هنا وجوه مخصوصة كثيرا ما يصار إليها لقصد تحسين الكلام، فلا علينا أن نشير إلى الأعرف منها، و هي قسمان: قسم يرجع إلى المعنى، و قسم يرجع إلى اللفظ» [2] .

ثم درج البلاغيون بعد السكّاكيّ إلى تقسيم المحسنات البديعية إلى نوعين:

1-المحسّنات المعنويّة: و هي ما تزيد المعنى حسنا، إمّا بزيادة تنبيه على أمر، أو بزيادة التناسب بين أجزاء الكلام، فبعض هذه المحسنات المعنويّة، لا تخلو من تحسين اللفظ، بل هي التي يكون التحسين فيها راجعا إلى المعنى أوّلا و بالذات، و يتبعه تحسين اللفظ ثانيا و بالعرض. و يعرف هذا النوع من الآخر بأنّه لو غيّر اللفظ بما يرادفه لبقي المحسّن كما كان قبل التغيير، كما في الطباق.

2-المحسّنات اللفظيّة: و هي ما تزيد الألفاظ حسنا، و إن كانت لا تخلو من تحسين المعنى، بل هي التي يكون التحسين فيها راجعا إلى اللفظ أوّلا و بالذات، و يتبعه تحسين المعنى ثانيا و بالعرض. و ما يميّز هذا النوع عن الأوّل أنّه لو غيّر أحد اللفظين بما يرادفه لزال ذلك المحسّن، كما في الجناس.

و هذا التقسيم لتلك المحسّنات البديعيّة إلى لفظية و معنوية إنّما هو تقسيم مفتعل لم يحالفه التوفيق، و ذلك كمن يفصل الجسم عن الروح، أو الروح عن الجسم، إذ إن جمال الألفاظ لا يكون إلاّ بتعلّقها بالمعاني، و حسن المعاني لا وجود له دون تركيب لفظيّ، فلا بدّ إذا من نظرة تكامليّة فنيّة إلى الكلام، إذ إنّ الجمال الحقيقيّ له لا يكون إلاّ من قبل اللفظ و المعنى معا، و هذا ما أكّده عبد القاهر الجرجانيّ في نظرته إلى العلاقة بين اللفظ و المعنى؛ فما دام المعنى حسنا تبعه لفظ حسن يؤدّيه، و ما دام اللفظ حسنا فلا يعبّر به إلاّ عن معنى حسن، فالحسن المعنويّ و اللفظيّ


[1] المصباح ص 75.

[2] مفتاح العلوم ص 200؛ و نظم الدرّ و العقيان ص 31.

اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست