اسم الکتاب : خزانة الأدب و غاية الإرب المؤلف : ابن حجة الحموي الجزء : 1 صفحة : 116
الكلام العربي إمّا أن تبحث عن المعنى الذي وضع له اللفظ و هو علم اللغة، و إمّا أن تبحث عن ذات اللفظ بحسب ما يعتريه من الحذف و القلب و البدل و غير ذلك و هو علم التصريف، و إمّا أن تبحث عن المعنى الذي يفهم من الكلام المركّب بحسب اختلاف أواخر الكلم و هو علم العربية، و إمّا أن تبحث عن مطابقة الكلام لمقتضى الحال بحسب الوضع اللغويّ و هو علم المعاني، و إمّا أن تبحث عن طرق دلالة الكلام إيضاحا و خفاء بحسب الدلالة العقلية و هو علم البيان، و إمّا أن تبحث عن وجوه تحسين الكلام و هو علم البديع» [1] .
5-أقسام علم البديع:
قال محمد بن عبد اللّه بن عبد الجليل التنسيّ: «اعلم أن الطّيبيّ و غيره نصّوا على أن أنواع البديع تتعلّق ببابين: باب الفصاحة و باب البلاغة. فما كان منها متعلّقا بالمعنى أو بالمعنى و اللفظ معا فهو من باب البلاغة. و ما كان منها متعلّقا باللفظ فهو من باب الفصاحة. فهي ثلاثة أقسام: قسم يتعلّق بالمعنى فقط كالتورية و تجاهل العارف و ما جرى مجراهما ممّا لا تعلّق له باللفظ. و قسم يتعلّق باللفظ فقط كالتجنيس و ردّ العجز على الصدر و نحوهما ممّا لا تعلّق له بالمعنى. و قسم يتعلّق باللفظ و المعنى كالمطابقة و المقابلة و ما أشبههما ممّا لكلّ واحد من اللفظ و المعنى فيه حظّ. و أسقط صاحب الإيضاح هذا القسم و جعل البديع قسمين: قسم يتعلّق باللفظ و قسم يتعلّق بالمعنى و هو الأبين» [2] .
و قيل: إنّ أوّل من قسّم المحسّنات البديعيّة إلى ثلاثة أنواع هو بدر الدين بن مالك الطائيّ، و هي عنده:
-نوع راجع إلى الفصاحة اللفظية، و هو أربعة و عشرون فنّا منها: الترديد و التعطيف و ردّ العجز على الصدر و التشطير و الترصيع...
-نوع راجع إلى الفصاحة و يختص بإفهام المعنى و تبيينه، و هو تسعة عشر فنّا منها: حسن البيان و الإيضاح و المذهب الكلاميّ و التبيين و التتميم و التقسيم...
[1] نظم الدرّ و العقيان ص 55؛ و خزانة الأدب ص 1/314.