اسم الکتاب : حاشية الإرشاد المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 0 صفحة : 343
على كتبة الحديث و طلبته صرف الهمّة إلى ضبط ما يكتبونه أو يحصّلونه بخطّ الغير من مرويّاتهم على الوجه الذي رووه شكلا و نقطا يؤمن معه الالتباس، و كثيرا ما يتهاون الواثق بذهنه و تيقّظه، و ذلك وخيم العاقبة. و إعجام المكتوب يمنع من استعجامه، و شكله يمنع من إشكاله. و قرأت بخطّ صاحب كتاب سمات الخطّ و رقومه، علي بن إبراهيم البغدادي، فيه: أنّ أهل العلم يكرهون الإعجام و الإعراب إلّا في الملتبس. و حكى غيره عن قوم أنّه ينبغي أن يشكل ما يشكل و ما لا يشكل، و ذلك لأنّ المبتدئ و غير المتبحّر في العلم لا يميّز ما يشكل ممّا لا يشكل، و لا صواب الإعراب من خطئه [1].
و قال الدكتور رمضان عبد التوّاب:
لا بدّ من ضبط الكلمات التي تحتاج إلى ضبط. و ممّا ينبغي العناية بضبطه آيات القرآن الكريم، و أبيات الشعر بما لا يخلّ بالوزن، و ما يشكل من الألفاظ اللغوية و العبارات الملبسة. و إنّني ما زلت أذكر حيرتي قبل ربع قرن أمام نصّ غير مضبوط بالشكل في كتاب غاية النهاية لابن الجزري في ترجمة الكسائي. [2].
و لعدم ضبط العديد من الأحاديث و الكتب فقد التبس الأمر على الكثير من كبار الأساتذة بشكل ملحوظ، و للإشارة فقط نورد نموذجا واحدا:
سمعت من غير واحد من الأساتذة المشار إليهم بالبنان و المرموقين من مدرّسي مادّة البحث الخارج في الحوزة العلمية يقولون: «. حتّى تذوقي عسيلته و يذوق عسيلتك»، و الحال أنّ الصحيح: «حتّى تذوقي عسيلته و يذوق عسيلتك» [3]. و عن مثل هذا حدّث و لا حرج.
و قد بذلنا في هذا الأمر دقّة بالغة، و التفتنا إلى تفاصيل دقيقة جدّا، على سبيل المثال: في كلمة «عشر» هناك قراءتان: الأولى فتح الشين، و الثانية