و زعم أحد المعاصرين في كتابه [2] أنّ تمهيد القواعد للشهيد الثاني (رحمه الله) تلخيص و تنظيم لقواعد الشهيد الأوّل. و هذا سهو قطعا، فإنّ تمهيد القواعد كتاب مستقلّ يشتمل على مائة قاعدة أصولية و مائة قاعدة أدبية، و لا صلة له بقواعد الشهيد الأوّل، كما لا يخفى على من راجعها. و يدلّ عليه قول الشهيد الثاني في إجازته لابن هلال الجزائري في وصف كتابه تمهيد القواعد:
و هو كتاب واحد في فنّه، بحمد الله و منّه، و من وقف على الكتاب المومى إليه علم حقيقة ما نبّهنا عليه [3].
و قول ابن العودي تلميذ الشهيد الثاني في وصف تمهيد القواعد:
سلك فيه مسلكا بديعا و منهجا غريبا ما سبق إليه. و لقد وصفنا هذا الكتاب لبعض فضلاء العجم بقزوين، فقال: «مثل قواعد الشهيد؟» قلنا: أحسن.
فقال: «دعوى عظيمة». فقلنا: الشاهد حاضر، و دفعنا إليه الكتاب، فأخذه إلى منزله، و في اليوم الثاني أرسل يستأذن منّا في تقطيع أجزائه و تفريقها على الكتّاب ليكتبوه عاجلا، فكتبه في أيّام قائل و مدحه [4].
و لو كان تمهيد القواعد تلخيصا لقواعد الشهيد الأوّل و تنظيما له لما صدق في شأنه هذا الكلام من مؤلّفه الشهيد و تلميذه (رحمهما الله).
20- اللمعة الدمشقية في فقه الإمامية
أشهر مصنّفات الشهيد، مختصر لطيف جمع فيه أبواب الفقه و لخّص