اسم الکتاب : حاشية الإرشاد المؤلف : الشهيد الثاني الجزء : 0 صفحة : 149
أمّا بعد، فإنّي لمّا وقفت على الحديثين المشهورين عن أهل بيت النبوّة أعظم البيوتات، أحدهما عن الإمام الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليه و على آبائه و أبنائه أكمل التحيّات: «للصلاة أربعة آلاف حدّ»، و الثاني عن الإمام الرضا أبي الحسن عليّ بن موسى عليهما الصلوات المباركات: «الصلاة لها أربعة آلاف باب»، و وفّق الله سبحانه لإملاء «الرسالة الألفية» في الواجبات، ألحقت بها بيان المستحبّات، تيمّنا بالعدد تقريبا، و إن كان المعدود لم يقع في الخلد تحقيقا، فتمّت الأربعة من نفس المقارنات، و أضيف إليها سائر المتعلّقات. و الله حسبي في جميع الحالات.
و هي مرتّبة ترتيب القادمة [أي الألفية] على مقدّمة و فصول ثلاثة و خاتمة [1].
و كذلك قال في إجازته لابن الخازن:.
و من ذلك رسالتان في الصلاة تشتملان على حصر فرضها و نفلها في أربعة آلاف مسألة، محاذاة لقولهم (عليهم السلام): «للصلاة أربعة آلاف باب» [2].
فالألفية تشتمل على ألف واجب في الصلاة، و النفلية تشتمل على ثلاثة آلاف نافلة فيها تقريبا.
و ممّا يذكر أنّ عبارات الشهيد في هذه الرسالة- كبعض آثاره الأخرى مثل النفلية و اللمعة الدمشقية- في غاية الوجازة. قال الشهيد الثاني في شرحه للألفية بهذا الشأن:
. و ما أبدع هذه العبارة و أجمعها، و كم لها نظائر في هذه الرسالة، قدّس الله روح واضعها [3].
. فهذه نبذة من أحكام صلاة السفر، و جملة من شروطها قد أدرجها المصنّف في هذه العبارة الجليلة المشتملة على الألفاظ الموجزة الجزيلة الآخذة