المعروف بين أصحابنا الاصوليين مقتبساً من أهل المعقول: أنّ موضوع كل علم ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتيّة [1]
. و قد حُكي عن القدماء تفسير العرض الذاتي بشيء يخالفه ما عن بعض المتأخّرين [2]
. و لتوضيح المقال ينبغي الإشارة إلى معنى العارض و أقسامه و أقسام الواسطة، فنقول:
المراد بالعارض هنا مطلق الخارج عن الشيء المحمول عليه، فيشمل ما يقابل الذاتيّ [3] في باب الكلّيّات الخمس، المعبّر عنه في لسان أهل المعقول بالعَرَضي [4]، المنقسم إلى الخاصّة و العرض العامّ، كما يشمل غيره، مثل كلّ من الجنس و الفصل بالإضافة إلى الآخر، و النوع بالنسبة إليهما.
ثُمّ إنّ العارض: إمّا يكون عارضاً لشيء بلا واسطة أصلًا أو مع الواسطة.
و على الأوّل: إمّا أن يكون:
1- مساوياً للشيء، كالتعجّب العارض للإنسان على ما مثّلوا له، فتأمّل.