و على الثاني: إمّا تكون الواسطة داخليّة، أو خارجيّة.
فعلى كون الواسطة داخلية:
4- إمّا أن تكون الواسطة مساوية للمعروض كالتكلّم العارض للإنسان بواسطة الناطق.
5- أو أعمّ منه، كالحركة الإراديّة العارضة للإنسان بواسطة الحيوان، و لا ثالث له؛ لأنّ جزء الشيء لا يكون أخصّ منه.
و إن كانت الواسطة خارجيّة:
6- فإمّا أن تكون مُساوية للمعروض، كعروض الضحك للإنسان بواسطة التعجّب.
7- أو تكون أعمّ منه، كعروض التحيّز للأبيض بواسطة الجسم، الذي هو أعمّ من الأبيض.
أو يكون أخصّ منه، كعروض الضحك للحيوان بواسطة الإنسان، الذي هو أخصّ من الحيوان.
9- أو مُباينة له، كعروض الحرارة للماء بواسطة النار. فهذه أقسام تسعة.
ثمّ إنّ القوم اتّفقوا على كون بعض هذه الأقسام عرضاً ذاتيّاً، كما اتّفقوا على كون بعضها الآخر غريباً، و اختلفوا في ثالث.
أمّا ما اتُّفق على كونه عرضاً ذاتيّاً: فهو ما يكون عارضاً للشيء لذاته بلا واسطة، و كان مساوياً له، أو ما يكون عارضاً للشيء بواسطة جزء مساو له؛ أو خارج مساوٍ، و لذا اشتهر بينهم تعريف العرض الذاتي: بأنّه ما يلحق الشيء لذاته أو لما يساويه [1].