اسم الکتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة المؤلف : الفتلاوي، مهدي حمد الجزء : 1 صفحة : 70
المعطوفة عليها، و اثبت ولاية علي عليه السّلام خليفة رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلم على امته بعده بالعطف على ولايته أيضا، و اشار اليه بلفظ الجمع في قوله: وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاََةَ وَ يُؤْتُونَ اَلزَّكََاةَ وَ هُمْ رََاكِعُونَ تعظيما لمنزلته و تكريما لمقامه في الولاية ليلفت الحاضرين في المسجد اليه و يعرفهم عليه، و يعينه لهم بأوصافه الثلاثة التي اجتمعت فيه و هي: الايمان، و الصلاة، و ايتاء الزكاة حال الركوع، فلا يشتبه عليهم بغيره، فيكون معنى الآية: إن الذي له حق الطاعة و الحاكمية عليكم، و يلي أموركم من هو أولى بها منكم، إنما هو اللّه سبحانه و رسوله و خليفة رسوله الذي اجتمعت به الصفات الثلاثة و نزلت فيه الآية و هو راكع.
و بهذا يتضح عدم صحة حمل الولي في الآية على النصير أو المحب، أو غيرهما، اذ لا يبقى لهذا الحصر وجه، لأن ولاية النصرة و المحبة و الاخوة عامة بين المؤمنين، غير مقصورة على احد، قال تعالى: وَ اَلْمُؤْمِنُونَ وَ اَلْمُؤْمِنََاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيََاءُ بَعْضٍ[1] .
بالاضافة لمخالفته لروايات اسباب النزول الدالة على اثبات ولاية التصرف و الحاكمية بابعادها التشريعية و السياسية لعليّ بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم.
فعن ابي ذر، أنه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم بهاتين و الاّ صمتا و رأيته بهاتين و الاّ عميتا يقول: «عليّ قائد البررة و قاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله» . و اني صليت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم يوما صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد، فلم يعطه احد، فرفع السائل يده الى السماء، و قال: اللّهم أشهد اني سألت في مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم فما اعطاني احد شيئا، و علي عليه السّلام كان راكعا فأومأ اليه بخنصره اليمنى-و كان فيها خاتم-فاقبل السائل حتى أخذ الخاتم