اسم الکتاب : ثوره الموطئين للمهدي في ضوء أحاديث أهل السنة المؤلف : الفتلاوي، مهدي حمد الجزء : 1 صفحة : 71
بمرآى النبي فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلم: «اللّهم إنّ اخي موسى عليه السّلام سألك فقال: رب اشرح لي صدري و يسر لي أمري و احلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي، و اجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري و اشركه في امري، فأنزلت قرآنا ناطقا سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُمََا سُلْطََاناً[1] ، اللّهم و انا محمد نبيك و صفيك فاشرح لي صدري و يسر لي أمري و اجعل لي وزيرا من أهلي عليّا اشدد به ظهري. قال ابو ذر: فو اللّه ما اتم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم هذه الكلمة حتى نزل جبريل فقال: يا محمد اقرأ: إِنَّمََا وَلِيُّكُمُ اَللََّهُ وَ رَسُولُهُ وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاََةَ وَ يُؤْتُونَ اَلزَّكََاةَ وَ هُمْ رََاكِعُونَ `وَ مَنْ يَتَوَلَّ اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اَللََّهِ هُمُ اَلْغََالِبُونَ[2] .
و عن عمار بن ياسر قال: وقف بعليّ سائل و هو راكع في صلاة تطوع، فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم فأعلمه ذلك فنزلت على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم هذه الآية: إِنَّمََا وَلِيُّكُمُ اَللََّهُ وَ رَسُولُهُ وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاََةَ وَ يُؤْتُونَ اَلزَّكََاةَ وَ هُمْ رََاكِعُونَ، فقرأها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم على اصحابه ثم قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهم وال من والاه، و عاد من عاداه» [3] .
و معنى قوله هذا صلّى اللّه عليه و آله و سلم: من كنت متقلدا لأمره و قائما به فعليّ متقلد أمره و قائم به، و هذا صريح في زعامة الأمة و إمامتها و ولايتها، فإن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم زعيم الامة و وليها و سلطانها و القائم بامرها، فلا بد أن يثبت لخليفته بعده ما ثبت له من الولاية العامة و الزعامة التامة، كما هو صريح رواية ابي ذر التي قارن