responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 19

ليرتوي الإنسان من الماء البارد هناك؟ و هذا اللون من الخواطر و التفكير معناه أنّ هذا الشخص ليس لديه تسليم قلبيّ خالص، فالتسليم القلبيّ الخالص يعني أن لا يخطر في باله شي‌ء من هذا القبيل قيد أنملة. و بعبارة اخرى‌: إنّنا في البحوث العلميّة قد تواجهنا ثمّة إشكالات نحاول أن نردّ عليها، أمّا التسليم الخالص فمعناه أن لا يوجد هناك أيّ إشكال، و هذا يكشف عن اعتقاد راسخ، و إيمان و يقين في مستوى‌ عالٍ جداً، بحيث لا يرقى‌ إليه أيّ إشكال، فلا إشكال في البين كي يستتبع تبرير. مثل هذا الإنسان ذو الأيمان الصلب لا يرد عليه مثل هذا الإشكال ليبرّره بعد ذلك بأنَّ اللَّه أعلم بما يصلح، و أنّه أحاط بكل شي‌ء علماً، و الأجوبة من هذا القبيل تجاه الواردات القلبية لا تمثّل حالة التسليم المطلق، فالتسليم المطلق أعلى‌ و أرفع مقاماً و رتبةً بكثير، و يتمثّل بالانقياد التامّ للَّه تبارك و تعالى في جميع المجالات. فعلى‌ سبيل المثال فإن كلام سيدنا آدم (عليه السلام) بحسب الظاهر دون مستوى‌ التسليم المطلق، حيث طرأ على‌ ذهنه هذا الإشكال و هو: لما ذا نهاني اللَّه عن الأكل من هذه الشجرة؟ و لو لم يخطر هذا التساؤل على‌ باله لما استطاع الشيطان بوسوسته أن يغيّر شيئاً من الأمر، و مع التسليم المطلق لا يبقى أيّ مجال لخطور مثل هذه الأفكار في مخيّلة الإنسان. و هنا نقول: إنّ الدعوى‌ المطروحة للبحث هي قوله تعالى: وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ‌، لقد دعا إبراهيم بهذا الدعاء في أواخر عمره و في حال بنائه للكعبة رمزاً لتوحيده و مركزه حتّى‌ تقوم القيامة، و من ثمّ يكمل دعاءه بقوله: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ‌ و لنا وقفة طويلة مع هذه الآية، حيث نرى إبراهيم و إسماعيل (عليه السلام) و في ظلّ تلك الظروف الحسّاسة دعوا اللَّه سبحانه و تعالى أن يجعل من ذريّتهما- أي من‌

اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست