responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 20

ذريّة الابن و التي تنتهي بالتالي إلى‌ الأب- امَّة مسلمة، فجمع بين ذريّة الأب و ذريّة الابن بضمير الجمع للمتكلم «نا»، و هذا الدعاء على‌ وزان قوله تعالى:

وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ‌ لقد أراد إبراهيم و إسماعيل (عليهما السلام) لذريّتهما من إسماعيل (عليه السلام) أن تكون لديها حالة التسليم‌ أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ‌، كما أرادا ذلك لأنفسهما من قبل‌ وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ‌. إذن، تبيّن لنا أنّ أحد أدعية إبراهيم (عليه السلام) هو أن تكون هناك امّة من ذريّة إبراهيم عن طريق إسماعيل مسلمة لله، و يبدو أنّ اللَّه تعالى عند ما نقل هذا الدعاء عن لسان إبراهيم و إسماعيل (عليهما السلام)، و سكت قد استجاب لهذه الأدعية بقرينة الآية الكريمة: وَ إِذِ ابْتَلى‌ إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً، و هنا قال: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي‌ فأجاب اللَّه على‌ الفور لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ‌. أي:

لا تتصوّر يا إبراهيم أنّ الأمر سيكون إلى‌ جميع ذرّيتك، و أعلم أنّ الظالم لا ينال مقام العهد و الإمامة، فمقام الإمامة و مقام الظالم لا يلتقيان أبداً، هنا بيَّن اللَّه سبحانه و تعالى المسألة إلى‌ إبراهيم و أجابه بسرعة، لكنّه بعد أن ينقل دعاء إبراهيم و إسماعيل (عليهما السلام) و يسكت عن بيان النتيجة و الجواب، فإنّ هذا السكوت يعني أنّ هذا الدعاء مقبول: رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ‌ مقبول: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ‌ أيضاً مقبول. فما نلاحظه هو أنّ إبراهيم (عليه السلام) بعد أن استجيبت دعوته بأن يكون هو و إسماعيل مسلمين، دعا بأن تكون هناك امّة ميزتها و خصوصيّتها أنّها مُسْلِمَةً لَكَ‌.

المراد بالظلم في المفهوم القرآني‌

و كيف كان، فإنّ الآيتين تشتركان نوعاً في هذه المسألة، و هي أنّ إبراهيم في دعائه كان يطمع أن تصير الإمامة و القيادة- قيادة المجتمع مثلًا- إلى‌ ذريّته، و تتمثّل‌

اسم الکتاب : ثلاث رسائل المؤلف : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست