responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : توضيح القوانين المؤلف : القمي، محمد حسين بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 76

مفهوم اللفظ و كذا قال فى صدر القانون فى تعريف الامر و الاولى اعتبار العلو مع ذلك ايضا كما لا يخفى‌ قوله (دام ظله العالى) فربما وقع الاشتباه بين المادة و الصيغة الخ‌ قال (دام ظله العالى) فى الحاشية فمن ذلك ما اشرنا اليه هنا و منها ما وقع لكثير منهم فى الاستدلال بقوله تعالى‌ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ‌ و نحوه على دلالة صيغة افعل على الوجوب و سنزيد توضيح بطلانه فى القانون الآتي هذا غريب من مهرة الفن و اغرب منه‌ [1] لكثير منهم حيث جمعوا بين هذا الاستدلال الدال على الامر اعنى المركب من ام و للوجوب فى مبحث صيغة افعل و بين قولهم المندوب مامور به كما وقع لابن الحاجب و من تبعه و الحق ان النزاع فى ان المندوب مامور به ام لا ليس نزاعا برأسه بل متفرع على النزاع فى كون مادة الامر حقيقة فى الوجوب ام لا و انما افردوه فى البحث عنه فى المبادى الاحكامية لاستيفاء احكام المندوب فلا ينبغى الغفلة عما توجب التناقض فى المبحثين و سيجى‌ء الكلام فى بعض الاشتباهات فى حواشى القانون الآتي‌

فى صيغة افعل و ما فى معناه‌

قوله (دام ظله العالى) صيغة افعل و ما فى معناه الخ‌ ينبغى ان يعلم ان الصيغة يستعمل فى معان كثيرة و المشهور المدون فى المصنفات خمسة عشر معنى الاول الايجاب كقوله تعالى‌ أَقِمِ الصَّلاةَ* الثانى الندب كقوله تعالى‌ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً الثالث الارشاد كقوله تعالى‌ وَ أَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ‌ و الاولان من الامثلة لطلب تحصيل المصلحة الاخروية كما ان الاخيرة منها لطلب تحصيل المصلحة الدنيوية الرابع التهديد كقوله تعالى‌ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ‌ الخامس الدعاء كقوله تعالى‌ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي‌ السادس الاباحة كقوله تعالى‌ إِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا و كذا قوله تعالى‌ كُلُوا وَ اشْرَبُوا* لافادة جواز ما كان المخاطب توهم عدم جوازه السابع الامتنان كقوله تعالى‌ كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ* الثامن الاكرام كقوله تعالى‌ ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ‌ التاسع التسخير كقوله تعالى‌ كُونُوا قِرَدَةً* يقصد فيه انتقال الوجود من صورة او صفة الى اخرى العاشر العجز كقوله تعالى‌ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ‌ الحادى عشر التسوية كقوله تعالى‌ فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا الثانى عشر التمنى كقول الشاعر الا يا ايها الليل الطويل الا انجلى الثالث عشر الاحتقار كقوله تعالى‌ بَلْ أَلْقُوا ما انتم ملقون الرابع عشر التكوين كقوله تعالى‌ كُنْ فَيَكُونُ* الخامس عشر الاهانة ذق انك انت العزيز الكريم و قد زاد بعضهم ثلاثة اخرى منها الاذلال و قد مثل له بما مثلنا للاهانة من جهة ان فيه يقصد ذلة المخاطب و مسكنته و مثل الاهانة بقوله تعالى‌ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً حيث يقصد فيه عدم الاعتناء بشان المخاطب بفعل او ترك عزيزا كان او ذليلا و كيف كان استعمالها فى تلك المعانى ما لا خلاف فيه و انما الخلاف فى تعيين ما هى حقيقة فيه و قد اختلف فيه على اقوال كثيرة حتى نقل بعضهم بلوغ الاقوال الى سبعة عشر و لكن المذكور فى المصنفات عشرة و هى السبعة المذكورة فى المتن و القول باشتراكها لفظا بين الوجوب و الندب مط لغة و شرعا و القول بانها مشتركة فيهما و الاباحة و التهديد و القول بانها حقيقة فى الطلب لغة فى الوجوب فقط شرعا و الذى يصلح للضبط و الالتفات هو السبعة المذكورة فى الكتاب‌ قوله (دام ظله العالى) و يثبت فى اللغة و الشرع بضميمة اصالة عدم النقل‌ يعنى بعد ثبوت كون الصيغة حقيقة فى الوجوب عرفا فلو لم يكن حقيقة فيه لغة و شرعا ايضا لزم النقل المخالف للاصل لا يقال ان ذلك لا يثبت المقصود لجواز كون الصيغة لغة لغير الوجوب و استعمل مجازا فى العرف فى الوجوب بمعونة القرينة الى حد يستغنى عن القرينة فصارت حقيقة عرفية فاصالة عدم النقل باقية بحالها مع عدم الوضع لانا نقول ان هذا ايضا نوع نقل و الاصل عدمه لان الاستعمال على الوجه المذكور يستلزم انتقاله من المعنى الحقيقى اليه و ان لم يصرّح بالنقل فاصالة عدمه يدفعه ايضا و لا افتقار ح الى التمسك باصالة عدم التجوز مع ان فى صحة ذلك نظر واضح لان موضوع ذلك فيما علم المعنى الحقيقى و المجازى و لم يعلم المستعمل فيه اللفظ و الامر هاهنا ليس كذلك فتدبر قوله (دام ظله العالى) لا يقال الخ‌ الظاهر ان نظر ذلك القائل و كذا ما سيأتي من قوله و ما يتوهم اه الى نفى كون الصيغة حقيقة فى واحد من الوجوب و الندب سواء كان مشتركا لفظيا او حقيقة فى احدهما و مجازا فى الآخر و اثبات كونها حقيقة فى القدر المشترك الذى هو الطلب و حاصل السؤال هنا عدم انفهام العرف الترك من الصيغة فضلا عن المنع عنه فيكون حقيقة فى طلب العقل لا غير لانه المتيقن عرفا و حاصل جوابه ان فهم الطلب الحتمى الخاص و الاجمالى كاف فى‌


[1] ما وقع‌

اسم الکتاب : توضيح القوانين المؤلف : القمي، محمد حسين بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست