responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 88

من أنها أحد فنون الشعر الذي تظهر فيه البراعة، و فى ذكر ما عداها كفاية عن حكاية القذف و إن كان مستحقا.

مبالغاته‌

:

الشريف يطري خلفاء زمانه، و لا ننكر عليه ذلك، إلا أن إغراقه فيه إغراقا فاحشا هو الذي ربما يؤاخذ به، فانه لم يكتف بالمبالغة في مدح هؤلاء حتى يتجاوز الى ما فيه روح دينية قوية، و يتعدى الى الموضع الذي لا يعتقده لهم، و ذلك كقوله في الطائع:

إمام ترى سلك آبائه # بعيد الرسول إماما إماما

بالطائع الهادي الامام أطاعني # املي و سهل لى الزمان مرامي

للّه ثم لك المحل الأعظم # و إليك ينتسب العلاء الأقدم

و لك التراث من النبي محمد # و البيت و الحجر العظيم و زمزم‌

و سواء كان هؤلاء مستحقين للامامة أو أنهم بعيدون عنها فانه يغرّر بهم و بالكافة حينما يثبت لهم هذه الفضيلة الكاذبة بزعمه. و إنى و إن لم أقصد الدفاع عنه لكني أرى هذا و نحوه جاريا على ما يعتقده فيهم الجماهير من استحقاق الامامة، و بهذا يرتفع التغرير بالممدوح لانه لا يعتقد نقصه، و بالناس لاتفاق عامتهم على استحقاقه، و لذلك كان الملوك يحرصون على نيل رضا الخليفة لترى العامة أن سلطانهم مشروعا مستمدا من خلافة مشروعة. و إذا سمينا هذا النوع كذبا فلا مشاحة و لا انتقاد عليه، لان النقد لا يتبع الاسم فقط، إلاّ أن يقصد به التهويل و لا يراد به النقد الحقيقي المشروع، و لعل هذا النوع من الكذب‌

اسم الکتاب : تلخيص البيان في مجازات القرآن المؤلف : السيد الشريف الرضي    الجزء : 0  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست